Sunday, March 08, 2009

فالس مع بشير .. و فرصة للمشاهدة





مع ظهور الفيلم الاسرائيلي " فالس مع بشير " وتوقع الجميع فى كل انحاء العالم حدوث ضجه ضخمة مصاحبة للفيلم زادت هذه الضجة فى الصحف المصرية بعد ترشيح الفيلم لاوسكار افضل فيلم اجنبى وعلى الرغم من حصوله على " الجولدن جلوب " لافضل فيلم اجنبي ومن قبل ذلك ترشيحة للسعفة الذهبية بمهرجان " كان " الا ان الاوسكار دائما ما تجتذب الانظار وكالعادة مع ظهور فيلم اسرائيلي على الساحة السينمائية تظهر لدينا معسكرات تاخذ جبهتها قبل حتى مشاهدة الفيلم ، المعسكر الملفت فى الفترة الاخيرة هو معسكر الاعجاب والمباركة فيتحدث عن عبقرية الفيلم والتطور العقلي والفنى الذى تشهده السينما الاسرائيلية بالمقارنه مع نظيرتها المصرية وكيف حدث هذا التحول المهم التاريخي ويتجاهل تمام هذا المعسكر اننا نشاهد القليل والقليل من انتاج السينما الاسرائيلية نظرا لصعوبة الوصول اليها ولضعف الانتاج الذى تعاني منه سينما لم تكمل مراحل تتطور صناعتها بعد ولكن انها الجرأة الفادحة فى الاعلان عن التطور والتاريخية بالاستناد على فيلمين او ثلاثه تم مشاهدتهم بالصدفة اما المعسكر الثاني فهو المعسكر الاقدم والاكثر رسوخا فى وجدان الكاتب المصرى وهو عدو الصهيونية الكاره والاعن فى اى شيء قادم من هذا الكيان بما فيها اى شريط سينمائى او مقالة نقدية او اى شىء ..ولا يهتم هذا المعسكر يمتابعه اى اخبار عن احداث او فاعليات فموقفه موقف وجود لا موقف حدود ويرى ان المشاهدة فى حد ذاتها هي خطوة اصيلة فى طريق التطبيع بالاخص للمشاهد الموصوف بالعادى وان هذه المشاهدة ستؤثر على وجدانه المعادي للكيان ودائما ما يتهم مثقفين هذا المعسكر المهرجانات الكبرى بمحاباه ودعم اسرائيل وافلامها فى مقابل ان الدعم للسيبنما الفلسطينة اقل ولذلك لا يعطي حتى فرصه للمشاهدة وما ادراك ما هى المشاهدة ..هذه الطريقة من الجانيين وادعاء كل من هما الثقافه وبعد النظر وامتلاك الاجوبة النهائية كما كان يحدث مع كراسة الاول بدأ يؤرق الكثيرين وبدأ يصيبنى بحالة ضيق من الطرفين ولذلك لم اكن مهتم اطلاقا باعطاء مساحة من عقلي و مشاعرى عند متابعة احاديث الجانين




ولكن الاهتمام والتركيز والاشتباك كان مع من شاهد الفيلم وحاول الاشتباك مع الفيلم بعد المشاهدة واكرر بعد المشاهدة حتى ولو كان قادم للمشاهدة بمشاعر مختلفة او دفينه فاعتقد ان هذا الشىء غاية فى الطبيعية والمزايده على هذا الشىء ليس له اى مبرر و استمرار فى حالة التبسيط المخل . مع ظهور الفيلم اشتبك سمير فريد مع الفيلم بعموده فى المصرى اليوم الذى اكد فيه اهمية الفيلم تحدديا فى فن رسوم التحريك ولكنه عاد ليفسر سبب ترشيح الفيلم لجائزة الاوسكار كافضل فيلم اجنبي لتعاطف اعضاء الاكاديمة " 6 الاف عضو " مع السلام ! . وهنا رد عليه امير العامرى على مدونته وعلي صفحات البديل بعد تحليله للفيلم على ان هذا الكلام غير صحيح بالمرة وان سبب الاختيار كان بسبب تعاطف اعضاء الاكاديمية " 6 الاف عضو " مع اسرائيل والصهيوينة وسيطرة اللوبى الصهيونى على اوسكار ومع رومانسية فريد وغضب العامرى سقط الاثنين فى تقديرى فى الافصاح باريحية شديدة عن مشاعر ونوايا اعضاء الاكاديمية والبس الاثنين قناعاتهم على كل الاعضاء والاثنين لم يتكلمون عن اى سبب يمت للسينما فى اختيار الفيلم على الرغم من ترشيحه من قبل للسعفة الذهبية ب "كان " فهل هم ايضا حالمون بالسلام ام واقعين تحت سيطرة اللوبي وهنا الازمة . مع مشاهدة الفيلم تتأكد ان هناك سبب وثيق الصلة بالسينما لاختيار وترشيح الفيلم يتعلق بالصناعة فعندما نستعرض عناصر الفيلم ، أرى فولمان مخرج اسرائيلى يصنع فيلم عن رحلة التذكر لجندى اسرائليى عن مجزرة صبرا وشتيلا والمخرج كان احد الجنود الاسرائلين الذين شاركوا فى الحرب فيكمل ذاكرته بالبحث فى ذاكرة الجنود المشاركين ومطاردة الكوابيس لهم فى قالب تسجيليى مع الحفاظ علي درامية السرد وتم تنفيذ الفيلم بتقنية افلام التحريك .. فحدثونى عن اى مهرجان او فاعلية سينمائية على وجه الكون لن تهتم بفيلم مثل هذا حدثونى عن كبار الضالعين في صناعة السينما فى العالم وكيف يرون اهمية فيلم كهذا داخل منظومة " الصناعة " اعتقد ان الامر يحتاج بعض التأمل قليلا







ناهيك عن المستوى الفنى للفيلم الذى لم يتطرق له كثيرا سمير فريد فى عموده بالمصرى اليوم وبذل فيه اسلام حامد جهد واضح فى مقاله بالمصرى اليو م ايضا وافرد له العامرى مساحة اوسع من فريد، وهنا يحدث جدل حول رؤية العامرى الذى اتهم الرسوم بالطفولية و الوان الفيلم بالقاتمة وكونه فيلم يعالج الجانى نفسيا ووتقديرى ان غضب العامرى المسبق من الفيلم اثر كثيرا على المشاهدة فالفيلم خاصة فى الالوان واحجام الكادرات التى نفذها اوصلت كثيرا الحالة النفسية للجنود داخل لبنان وهو موضوع الفيلم من الاساس فالفيلم يتحدث عن ذاكرة الجنود لا عن ضحايا صبرا وشتيلا واعتقد ان هذه احد نقاط التميز ان تستعرض الامور من جانب واحد قادر على تحليله ومعرفه تحولاته النفسية ومشاعره فى هذه الحرب فالضحية هنا ليس محور الاحداث بل الجانى كيف شعر كيف حدثت هيستريا ضرب الرصاص وكيف عبرت الاحجام والرسوم والالوان عن الحالة الداخلية له فى ساحة المعركة كيف يحمل داخله عتمه وخراب ، وهنا جاء الاعتماد على اللون الازرق الداكن والكادرات الضيقة ليصل حالة من السوداية هى نفس ما يعاني منه بطل الفيلم فى رحلته للتذكر واوقات على اللون الاصفر المائل الى السواد فى مشاهد العرى ، الاحلام تم تنفيذها برؤية واعية تماما واسلوب فني اوصل جدا المعاناه مع الاحتفاظ باسطورة الحلم كحلم الجنود العاريين وايضا حلم المرأة العارية والذى تحول الى لوحة فنية عند البحر ومع تغير اللون من البنفسجي الى الاحمر النارى بعد تفجير المركب الذى يحمل الجنود فاستطاع المخرج ان يستغل امكانياته الفنية مع اخلاص فني كبير لايقاع الابطال وحالتهم النفسية ، ولكن لم تستهويني اطلاقا اللقطات النهائية فى الفيلم والتى تخلي فيها المخرج عن تقنية التحريك ليستعرض لقطات ارشيفية للضحايا وهم يصرخون فلم اجد لها مبرر فى التنازل عن تقنية التحريك بعد ان توحدت تمام مع الشخصيات واشكالهم وهم رسوم متحركة بالعكس شعرت اني هنا اتابع اخبار تلفزيونية بعيده كل البعد عن ذاكرة الجنود ذو الرسوم المتحركة .



باختصار فيلم " فالس مع بشير " يستحق المشاهدة والتحليل وهنا لا اتكلم عن امر يخص قيام اسرائيل او نفوذها او جرائمها ولكن اتحدث عن شريط سينمائى يستحق التوقف امامه قليلا
بسام مرتضى