Saturday, October 01, 2011

التنظير من البيت.. عن لقاء المخابرات!!





نشهد الفترة الاخيرة حالة ما من الركود الحركي وانتهاء فعلي للحظة الرومنساية الاستنثنائية التي خرج فيها الجميع مكبرين "ايد واحد ايد واحد"، ندخل فترة جديدة يحدث فيها فرز سياسي غير نهائي ولكنه متشكل، فترة تسمح اكثر لمجرد التقارب واعلان مواقف سياسية معبرة عن توجهات في "الفترة الانتقالية" مما يعني ان يعاد تقييمها وتغييرها بعد انتهاء الفترة الانتقالية، يضرب هذا المناخ الروح الثورية الغير مترددة المثبت قلبها بايمان عميق للثورة، يضرب هذا سلفي الهوى الثوري ويجعلهم في ربكة وحيرة وتشكيك. منذ بداية هذه الفترة التي ترجع تقريبا لشهر مايو الفائت وبدأ روح النقاش تحتد بشدة مع اخذ مواقف خلافية علي طبيعة التحرك السياسي في الفترة القادمة، ومعها انتشرت جملة كالنار في الهشيم وتم ابتزاز "الجميع" وسط تواطؤ عام، الجمله كانت "اللي مش عايز يجي معنا ويقعد في البيت براحته بس بلاش ينظر علي دين ايونا"، هذه الجمله الرجعية التي انطلق كانت في مواجهة زملاء شاركوا في الثورة من الاساس، فلا احد يخاطب الفلول او عملاء الاجهزة الأمنية مستخدما كلمات كـ"براحته"، لكنها جملة تواجه من "جلس" بعد ان كان "يتحرك"، اي ان هذه الجمله في مواجهة ثورا أعلنوا رأى مخالف في تحرك سياسي، رجعية الجملة تعود لانه من غير المقبول في مصر الثورة ان يتم إهانة التحليل والتنظير وابداء الاراء بعلانية بهذه الطريقة لحساب تحركات سياسية اي كان تقييمها، وان نعود مرة أخري لحالة ان الحركة هي سر ثوريتك بغض النظر عن مواقفنا وتقييمنا المختلف في هذه اللحظة، لم يمر علي هذا المناخ كثيرا حتي طال الكل، وصولا بالهجوم الشديد الذي تعرض له بعض من أصحاب المراكز الحقوقية عن لقائهم مع المخابرات، الحقيقة ان من هاجمهم رددوا كثيرا من قبل جملة "بلاش تنظير علي دين ابونا" ولكن في هذه اللحظة كان يرون انهم يحق لهم -وهذا صحيح- أن يعلنوا مواقفهم في مواجهة الزيارة واللقاء. بإختصار يحق للجميع -مجموعات أو افراد- اتخاذ مواقف سياسية يرون انها الانسب والاصح وفي نفس الوقت يحق للجميع دون استثناء تقييم وتحليل هذه المواقف دون الحاجة لكشف صحيفة النضال الخاصة به. هذا الثورة تؤمن لنا جميعا المشاركة في صياغة شكل الدولة الجديد.. فاحذروا ان تخونوا هدفها الرئيسي وان نتحول لمجموعة عقائدية تري في نفسها انها تأخذ المبادرة والجميع إما متواطئين أو جبناء، يحق للجميع النقاش والمساهمة والتفكير المجهد لاختيار مايراه -الشخص، المجموعة- يتناسب مع افكاره، وان يتحمل هذه الحالة الرخوة التي تبيح للجميع انتقاده وبعنف. ولا تبخسوا التفكير حقه تحت دعاوي الثورة فكرة مجنونة، وتذكروا انه لولا الكثير من العوامل التي لم نستطع تأملها في فترة ما قبل يناير ماكان حدث ما حدث، ولا تتغاضوا عن ضعف خيالنا وتأملنا في الحالة المصرية بان الامر مجرد حدث مجنون. ارجعوا للتحليل والتفكير والاختيار والحلم والمشاركة.

…‫………………..‬
بسام مرتضى

3 Comments:

At 10:56 AM, Anonymous Anonymous said...

ay kalam

 
At 3:01 AM, Anonymous نادي حواء said...

شكرا علي الموضوع

 
At 6:12 AM, Anonymous Umzug Wien said...

موضوع مميز ... بالتوفيق

 

Post a Comment

<< Home