Sunday, September 01, 2013

الملك هو الملك.. كن ناضجا




‎اسبوع من الاعلان عن مفاجأة ضخمة في ضيف حلقة ارب ايدول القادمة، غموض ملفوف بهالة من النجومية والعظمة، قبل صعود النجم الكبير الغامض على المسرح، يستعد راغب علامة واحلام ونانسي عجرم بكل قدرتهم التسويقية لحضور نجم اكبر شأنا، نسمع من خلف المسرح صيحة تعودنا عليها لسنوات يدخل معها المسرح في حالة هياج جماعي مع دخول الكينح محمد منير.

‎ فلاش باك سريع لمنتصف التسعينات في مصر، عيال نحيفة وشعرها منكوش بتعيد  في اجترار شريط شبابيك المنتج قبلها باكثر من ١٥ عام، يرددون في حالة اقرب للتعبد ‫"‬البنت قالت فستاني منشور عالشط التاني خدني المركبي وعداني‫"‬، محمود عزب المقلداتي الموهوب يظهر في ليالي التلفزيون في وصلة تقليد لمنير، هزه  ايد هرش في الشعر انعواج في الفم، تقليد لشخص مختل تماما، الاهالي في وصله ضحك لدرجة البكا،يتولد معها لدينا احساس ما بالمهانة، فنبدا في دفاع عنيف ‫"‬الكينج اسطورة امثالكم ميعرفوش قيمتها‫"‬ نقولها ونخرج من المكان، كل سنة بتعدي بيزيد معاها في كل بيت عدد العيال الرفعية منكوشة الشعر، كل يوم بيزيد اختراقنا لكل الاسر، النوادي، مراكز الشباب، المدارس، الجماعات، كل يوم الطايفة بتكبر لدرجة ان التعامل مع ايقونتها أصبح ليه الف حساب، السنين بتعدي والمشروع الموسيقي للطايفة بيزداد تفككا‫،‬ وكأن العقيدة تُحرف وتضيع، مع الاجترار بنعييد التأكيد علي حفظ النصوص صامدين ‫"‬انه الملك‫".‬

‎ الكينج واقف على مسرح ارب ايدل وعينه هتطلع على نانسي، ‫"‬نانوسة‫"‬ زعق الكينج ينده على النانوسة، طلعت غنت معاه وهو واقف يلطم من ‫"‬المزة‫"‬ اللي جمبه، اجلس انا مع نفس العائلة، اقع من الكنبة من كتر الضحك على اداءه، تعبيراته، قفزاته الهيستيرية بعد اي مداعبة من نانسي، لكن باقي الاهل يعاتبوني بشدة على السخرية من الاسطورة المصرية ، ‫"‬ لا الكينج كبير والمنطقة دي متستهلوش اساسا‫"‬ قالت قريبتي التي كنت استعير منها شرائط مصطفى قمر قبل الرحلات المدرسية، ثم تدخل العائلة في نميمة سعيدة حول غيرة راغب من نجومية المصري منير، واعجاب نانسي الطفولي بالاسمر، وانكسار هيبة احلام امام الهرم المصري.. مع شوية تأمل وانصات وتمسك ببعض النضج اكتشفت انه الملك فعلا بقى الملك، وان التنصيب لن يقف ابدا على اعترافي او اعتراف ابناء الطايفة، اردناه ملك فحدث، فعلينا ان نرضى نحن ان نتقاسمه مع جموع اخرين من خارج الطايفة.

ملحوظة ختامية: كتب شاب -بيقول على نفسه- يساري ثوري ان منير باع النضال وارتمى في احضان الرأسمالية وفنانات غرف النوم!! اذا صادفت مثل هذا الشاب في حياتك طبطب عليه وحطه جمب الحيطة 

الصورة من اكتشافات السلطان المهاجر تامر علي
 .............................
بسام مرتضى



Wednesday, July 24, 2013

ثلاثة عشر فيلما مفضلا لأجل باجيو




رفسة من فرس. تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
في صيف 94 كان الميعاد لاكتشف ميولي الثورية بعنف، اكتشف مزاجي وذائقتي على مستوى الفن والكورة ، اكتر حاجات شكلت شخصيتي، وسط مد شعبوي عنيف مع بداية كاس العالم بامريكا شجع "الجميع"البرازيل، الللي نصيت سيرك حقيقي من المباراة الأولى لا يجوز لاي عاقل انكاره، ولكني انجذبت تماما لصاحب ديل الحصان المجعد، اللي بيصارع مع الاصابة لانقاذ سمعة بلده، حرب مع الظروف بتخليه يعمل انطلاقة مذهلة ويفضل يقرب من تحقيق الكمال، كل الكاميرات عليك، كل الانظار عليك في اللحظة المناسبة للخلود، تيجي رفسة الفرس، وبدل الفرحة الاسطورية المتوقعة، تلقط الكاميرا  انكساره ومحاولة اخفاء دموعه، وقتها قال باجيو الجميع نسي كل شيء وحملني مسؤولية الفشل، دراما اصيلة عمرها ما ضعفت امام رغة الجماهير في النهاية السعيدة, روبرتو باجيو الرحالة الفردي، البطل المنكسر المٌهمِش لكل افكار الانتماء/ البيت/ العائلة.
محمد المصري كتب في تخليد علاقته بستيفن جيرارد "رجل الانتماء الاول" تدوينة بـ 13 فيلم بدأ اساميهم بأحرف ستيفان جيررد، وحسيت انها لعبة حلوة وممتعة، فقررت اهديها لاسطورتي الخاصة  روبرتو  باجيو  بـ 13 فيلما مفضلا لأجل باجيو
.

Reservoir dogs
 


تارنتينو في القطفة الأولى، طازج وخفيف وغير مكتمل، جزء كبير من استمتاعي بالافلام احساسي انه محاولة غير مهووسة بالكمال، تارنتينو كان اكتر مرة يملك  الروح دي, لحظة التعارف الأولي، لسبب غير معلوم او حتى مبرر مع التعارف الأول علي دماء تارنتينو الطافحة في كل مكان كانت روح خيري بشارة الطازجة  طايرة في الفيلم، ومن اقترب من روح بشارة في اوائل التسعينات اقترب من الانسانية كلها.


 
One Flew Over the Cuckoo's Nest

طار فوق عش الوقواق، كلاسيكية بديعة في صناعة السينما، الفيلم عن كتاب فوكو ويدور في علاقة السجن بالعقاب بالسلطة بتكون المجتمعات الحديثة، حوار فلسفي كلاسيكي معقد استطاع المخرج موليش فورمان لتحوليها لفيلم سينمائي سريع وصاخب، لما شفته وانا طفل فضلت ايام احلم باداء جاك نيكلسون وصاحبني صورته في الملصق الدعائي في اماكن عملي. كأن نيكلسون طلع ممثل للتصدي فقط للعب هذه الادوار

.
Boogie Nights


لقاء للفرجة على الفيلم في البيت عندي, شباب وشبات مفترشين السجادة لمشاهدة الفيلم اللي بيدور في فلك صناعة سينما البورنو في السبعينات والتحول في الثمنينات، ابويا يعدي عليا في النص التاني من الفيلم ويقعد يكمل الفيلم معانا، ظل الوالد  يجلس في صمت يتابع صراع المخرج مع التحول للفيديو في الثمنينات وقتل فن سينما البورنو وسط موضة المعلبات في الثمنينات والاتجاه ناحية المحافظة، وفي مشهد النهاية يقف ديرك ديجلر امام المرأة، يخرج عضوه الذكري امام الكاميرا ويقول "انت النجم".. الصدمة بعد ايقاع صاخب للفيلم وموسيقى تصويرية اعتمدت على تأوهات العلاقة الجنسية جعل والدي في النهاية يهمهم متفهما ازمة جيل يريد ان يخرج عضوه في وجه الجميع.

 

Everyone says I love you

علاقتي بودي ألان متأرجحة تماما، لكن مشهد النهاية خفيف على قلبي بشكل يجعلني اطير مع جولدي هاون، مشهد بحس فيه بروح شاهين السينمائية اللي علاقتي بيه متأرجحة برضه، مشهد الرقص في النهاية اقرب لطريقة صنع مشاهد اسكندرية كمان وكمان بين شاهين ويسرا، لكنه قريب في الروح وللقلب بنفس درجة مشهد عمرو عبد الجليل وهو بيرقص على صوت ام كلثوم. تدليع المشاعر من حين لاخر مفيد برضه.

Rain Man

من الافلام القليلة اللي احتفظت امي بشريط في اتش اس ليه في مكتبة البيت، ومع كل احساس ليها بالملل كانت تخليني اشغله، علاقة داستن هوفمان بأمي جعلتني اتعامل معاه على انه مضطرب نفسي داخل عائلتنا، مشهد الحمام وصراخه من المياه الساخنة رغم مشاهدتي المتكررة ليه كنت كل مرة أكتم نفسي لحد ما يخلص، التحول من ممثل قليل الكلام والانفعالات لصراخ وثورة ممكن يدمر الفيلم لو خرج الممثل عن قالب الشحصية وروحها ، داستن هوفهمان انقذ في المشهد ده الفيلم وجعله علامة في ذاكرتي وذاكرة أمي.

The Dreamers

الفيلم المكتمل بالنسبة لي، احد اروع الافلام اللي بترصد الانتفاضات الشبابية الغاضبة، تمكن شديد في تحليل اسباب انتفاضة 68 في فرنسا عن طريق خيط درامي رفيع وفردي تماما، سحر لم ارى له مثيل في كسر التواطيء بين جيل وبين المجتمع، انتهاء كل فرص التواصل والحياه بعد انفضاح هوامشنا واختراقها بشكل منقدرش معاه نكمل، المونتاج بين المشاهد السينمائية القديمة وابطال الفيلم ضرب من الخيال في حجم الحرفية والاتقان، والحوار الختامي بين الفرنسين والاميركي حول السلمية حاسم بعد ان اخترت انا و برتولوتشي رمي الشرطة بالملوتوف.

On golden pond

من اكتر القصص الهاما في الكواليس، الصلح ما بين الابنة جين فوندا والاب هنري فوندا الواضح عليه كل علامات العجز، وداع الاب في مباراة تمثيلية وسط شريط صوت بديع، بعد الفيلم بعام يموت الاب ولا تقدم الابنه شيء يعلق في ذاكرتي، وداع لم يكن لهنري فقط بل وادع لها ايضا.. كل هذه الاجواء تجعل للفيلم مكانة يستحق معها الاستمتاع بهذا اللقاء العائلي الاخير.

 

Being john malkovich

رحلة خاصة ومركبة في عقل احد ابطالي الاسطوريين جون مالكوفيتش، سيناريو محكم تماما بيدور في عالم شديد الاصطناع، انحياز خاص مني للفيلم يعود لمخرجه سبيك زوني اللي في الاساس مخرح افلام تسجيلية، التسجليين طول الوقت عندهم اسهام مختلف للسرد السينمائي، لكن يفضل المشهد الملهم هو الرقصة اللي بيقدمها مالكوفيتش وهو نص عريان، الرجل صاحب 46 سنة وقتها بيصنع بجسمه الغير رشيق تكوينات بديعة، بيطلع جمال ساحر وسط ملامح غاية في التكرار والطبيعية، وبشاركوا البطولة المظلوم دائما جون كوزاك.

All about my mother

المربك دائما المودوفار في اكتر افلامه القريبة لقلبي، كم الوحدة والقسوة اللي بتتنفسها طول الفيلم قادرة على انهاكك لمدة طويلة بعد نهايته، انبهاري بالمودوفار مش ناتج بس عن الربكة الدائمة فيما يخص الهوية الجنسية لابطاله، لكن اساسها هو تصدير كل هذه القسوة بهذا الكم من الالوان في كل كادر، باختصار البؤس والوحدة يخرج عن طريق الضحك والصخب والالوان.

Good bye Lenin

لشاب نشأ في عائلة يسارية ذات اتصال مباشر بالطبقة العاملة المصرية، وشهد انكسار شديد لجيل اهله مع سقوط جيل السبعينات، يفضل الفيلم الالماني ذو مكانة خاصة في قلبي رغم كل احساسي الدائم انو كان ممكن يكون افضل من كده، في فترة التمرد الشديدة على ميراث يسار السبيعات اللي هو اساسا كان متمرد على يسار الاربعينات، يفضل الفيلم ده الاقرب لمراهقة التمرد بكل نقائها وعفويتها وايقاعها المجنون، الشخصيات الثانوية في الفيلم  زملاء الام في الحزب الشيوعي ادوا ادوارهم بعظمة، و كأني اعدت معاهم وحضروا اجتماعات حزبية عندنا في البيت، ويفضل مشهد نقل تمثال الرفيق لينين وهو بيودع هذا الجيل من اليسار ماستر سين رغم مباشرته، وسط سعادة مفضوحة بالتخلص من ميراث لينين الثقيل.

Goodfellas

سكورسيزي في ملعبه المفضل ووسط جمهوره، من فترة وعلى ناشيونال جيوجرافيك عرض سلسلة من الافلام الوثائقية تحت عنوان مسجون في الغربة، وفي احد القصص بتنتهي بان سكورسكزي بيروح للمسجون في منزله تحت الاقامة الجبرية وبيقولو احنا رايحين الحفل الكبير ونتمني نرجعلك بتمثال الاوسكار، وكأن سكوريزي بيكمل بنفسه مشهد النهاية بالفيلم، عالم الجريمة متكامل تماما مبهر ومغري وقاسي ويليق بكون سكورسيزي واحد منه ببدلته في حفل الاوسكار والعربية السودا وحواجبه الثقيله، ويليق جدا بالمجرم الملهم "راي ليوتا" انه يقعد في جنينة بيت يستنى تمثال في نهاية حياته.

inglourious basterds

دائما اتخيل تارنتينو بديلا عن يحيي الفخراني في مشهد العزاء بفيلم الكيف، انا جي اهرج، وبعد صبر طويل مسخر تارنتينو صراع اليهودي النازي على الرغم من جبن قليل في نهاية الفيلم، لكن الاسهام الحقيقي لتارنتينو غير مسخرة كل الثوابت التاريخية هو مسخرة اللغة نفسها، تفكيك الحوار والكلمات بما لا يتناسب مع جلالة المشهد هي عادته المفضلة واللي هنا وصلت لمستوى رهيب تحديدا مع حساسية الموضوع، ويفضل النمساوي كرستورفر ولتز رمانة الميزان في الفيلم واللي قدر يربك الكل بتجسيد شحصية النازي بالكيفية دي. كانت واحدة من اسعد الفرص التعرف على هذا الموهوب النمساوي.

Offside

كم الحزن الذي انتابني بعد سماع أخبار القبض على المخرج الايراني جعفر بناهي صاحبني وقتها كل ذكريات الفرجة على فيمله اوف سايد، مشاهد الفيلم ظلت تدور وظل قناع الوجه على شكل على كريمي من لقطاتي المفضلة، اوف سايد من الافلام القليلة التي صنعت في بلد مهووس مثلي تماما بكرة القدم، دون اصدار حكم عن تفاهة وسذاجة هذا التعلق، بل بالعكس يتعامل مع هذا العشق كجزء اصيل من التمرد. الصدفة السعيدة بالتأكيد هي نهاية اسم باجيو بذكر كريمي اللي تم تهديده بعدم اللعب باسم ايران بسبب مواقفه المعارضة اجتماعية وسياسيا.

انتهت الهدية/ اللعبة واعتقد ان باجيو الان ممنون لمحمد مصري أكثر، يجري في اتجاهنا مبتسما بعد مراوغته للحارس ووضع الكرة خلف قدم المدافع الذي يسقط داخل الشباك ويرمي لنا قبلة في الهواء.


رابط لتدونية مصري ثلاثة عشر فيلماً مُفضلاً لأجلِ ستيفن جيرارد


 ......................................
بسام مرتضى


Sunday, May 27, 2012

عندما نادت الجماهير على الزعيم وقالتله "خد ياض"



انتهت رحلة الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية بخبرة جديدة نوعا ما على العديد منا، الخص هذا التغير فى التفكير والعمل بجدية من أجل خلق شكل يجذب اعداد كبيرة من المواطنين بعيدا عن اصطفاف مصنع عشنا فيه منذ بداية استفتاء طارق البشري، اختار البعض الحصان ابو الفتوح لكسر ما يعرف بالكتلة الدينة ودمجها في مشروع سياسي جديد بعيد عن تفاهة اصطفاف مدني وديني، وقادر على جذب اعداد ليست بقليلة من خارج هذه التفاهة، واختارت الاكثرية النسر حمدين كوجه مدني شعوبي قادر على ارباك جماهير قلقة كثيرة بخطاب بسيط وصورة مرئية تداعب خيال الكثيرين، نجح الرهان نسبيا فى الحالتين –حمدين اكتر طبعا- وشعرنا جميعا بداية تشكيلات واسعة تحاورنا معها وتزاملنا فيها على مدار الشهور الماضية. وصفها البعض بكتلة ثالثة تشكل كيان معارض جذاب.




ولكن وبدون مبررات دخل بعضنا في نوبة من القلق، تركزت هذه النوبة فى جمل من نوعية تأليه اشخاص، والثورة ملهاش قائد، وحديث عن ابتذال المرشح الفلاني. حقيقة لا أفهم على الاطلاق لماذا نعيد أنفسنا دائما لدائرة من الخوف دون مبررات، الجماهير القلقة التي لا تعمل فى المجال العام بشكل دائم تعطينا مؤشرات عدة، لعلنا نتأمل، اولا فيما يخص التأليه والرموز ومع قليل من التأمل ترى ان هذه الجماهير وعلى مدار أكثر من عامان تأتي بشخص ترى فيه  جاذبية قادرة على الحشد من حوله والعمل، تقول له بدون أى تعقيدات "خد ياض"، وبعد فترة تنتهى مهمته او يخذل هذا الجماهير، فتبحث حولها من جديد لتنادي على أخر "خد انت ياض". الامر بالفعل ليس أكثر من ذلك، ودعونا نتذكر ونتسأل عن الحالم محمد البرادعي، شخص لم يكن تماما فى الصورة او الدائرة نادت عليه قوى سياسية او بالاصح تجمعات عابرة للمفهوم التلقليدى للعمل السياسي في مصر وقالتلوا نصا "خد تعالى"، جاء الحالم ليصنع زخم كبير وسط الكتلة القلقة من الجماهير، عمل شباب حديث العهد بالمجال العام حول هذه الشخصية تحت مسمى حملة دعم البرادعي، تحركوا وتعلموا وكسبوا فى الصفوف الكثير، حتى اتى هذا "الزعيم" بكل ما يملك، فأحالته نفس الكتل للمعاش وأمنت له حساب شخصي على تويتر، أتذكر كم غضب البعض من البرادعي تحت دعاوى اننا لا نحتاج لزعيم، واين كان وقت الانتفاضة وحرب العراق وكفاية واضراب 6 أبريل، متهمة كل من صنع هذه الفكرة بأنه "بيحب يتركب" ولكن كانت الاعداد الكبيرة أذكى تماما فى التعامل مع الدكتور العائد، انتهينا من الدكتور لنصل لمرحلة الشعبوي حمدين صباحي، نموذج جديد كان بعيد تماما عن حسباتنا، وأذكركم هنا بتواقعاتنا للنسر قبل شهرين من الان، نادت الجماهير بعنف مرة جديدة "ايوه انت يا حليوه.. خد تعالى"، رأت فيه بشعاره الاستثنائي -المبتذل إن احب البعض توصيفه هكذا- واحد مننا قدرة على الحشد والعمل مستغلة حالة السيولة الشديدة التى صنعتها ثورة يناير.




لا اقلق اطلاقا على هذه الجماهير من تأليه أشخاص، او الغرق في بحر الابتذال، لانها هى من تصنعه عندما تشعر بالحاجة وهي من تعيده بعد نفاذ رصيده، والأسماء كثيرة ويحضر في الذهن منها وائل غنيم ووعلاء عبد الفتاح او علاء سيف كما احب مناداته، وأخرين.. واراهن انهم جميعا لايشعرون بمرارة أطلاقا من غبن الجماهير بهم، يدركون أنهم رجال مرحلة يصعدون على الخشبة يقومون بالدور ثم ينزلون للاشتراك مع الجماهير وتصعيد شخص أخر تلمح تجاوب حقيقي معه. أما محاولة تحليل أن هناك مجموعة ما بعينها تصنع هؤلاء فهو بالحق عقده تكبير شخصيات واعطائهم حجم اكبر بكثير من قدرتهم، فمثلا التركيز ان منى الشاذلي وإبراهيم عيسى ومحمود سعد ويسري فودة قادرون على فرض رمز او تأليه شخص، فكرة عقلي لا يستطيع هضمها بالمرة، فمن الممكن أيضا وبمتابعة دقيقة تجد ان هؤلاء يستضيفون العديد من الوجوه وبشكل مكرر ولكن لم تختارهم الجماهير للقيام بهذا الدور، بأختصار دور السادة فى التوك شو هو تنظيم الكاسينج- اختبار اداء- للمشاهدين، مجرد تنظيم الكاستنج وتقديمه، المتابعون فقط هم من يلمحون ذكاء تجربة والقدرة على العمل والحشد من حولها.



ارجوكم لا تتحولون فجأة لفنانين يعانون الحزن الشفيف، ارجوكم كفانا كلام عن مش حاسه، مبتذل، الحلم مش أشخاص.. التجربة للمرة المليون تثبت ان الامر أعمق واذكى من حزننا الشفيف.

ملحوظة ختامية
لا اشغل بالى بالنظر فى احتمالية صنع المخابرات او اى من هذه الاجهزة المنحطة لرموز، لاننا بأختصار نكسب متورطين جدد وزخم جديد بالتأكيد لا تريده أجهزة الروايات البوليسية، والحقيقة اشعر بالمرارة –اذا افترضت حسن النوايا- كلما فكرت ان هنك زملاء لازالوا يحالون صنع اسطورتهم الذاتية فى التحليل واثبات المؤامرة، اعزائى المجال العام فى مصر تجاوز هذه الاساطير.

..........................
بسام مرتضى

Thursday, May 03, 2012

سوبر مصطفى محي.. الشاهد على نهاية العالم القديم




في مساء ليلة باردة في الثالث من يناير 2011 خرج الزملاء لشبرا تضامنا مع الاقباط بعد تفجير كنيسة القديسين، أنشغلت كعادتي في السنوات الاخيرة بالإطمئنان على المصور الذي أرسلته لتغطية الاحداث، بعد أن تواترت الانباء عن حدة الاشتباكات بين المتظاهرين الاقباط والمتضامين فى جهة والداخلية و"الأهالي" من جهة أخرى.
مكالمات هاتفية متتالية بيني وبين مصطفى بهجت يحكي لي عن الطوب والتكسير والزجاج وهروات الامن المركزي وعلى الهامش يبلغني بان صديقنا الاخر وزميلنا مصطفى محي محتجز مع مجموعة خرى أمام الكنيسة، لوهلة توقعت أن الامر سينتهي بعد ساعات بمجرد أن يسيطر الأمن على الغضب وبعدها بالتأكيد في مقدمة من سيخلى سبيلهم هم مصطفى وباقي الزملاء، فهم مجرد متضامنون ذهبوا ليهتفوا "مطلب كل الوطنيين، مصر لكل المصريين". عاد مصطفى بهجت بالمادة للمكتب مرهق بشكل لم يسبق، مشدوها بأعين ذائغة وكأنه رأى شبحا. عندما اعدت النظر لكل تفصيلة فى المادة المصورة تشابهت الملامح، شباب وعائلات غاضبة لا تعود ولا تهدأ حتى بعد حوارات ومفاوضات من رجال دين مسيحي، شباب تواصل الصمود رغم تواصل الضرب من قوات الأمن المركزي، نساء تقف على باب الكتدرائية تحمس الشباب وتربط قطعتين من الخشب برباط على شكل صليب ليرفع فى وجه المعتدي، شاهدت رجل دين مسيحي يخرج ليصلي امام الشباب ويأمرهم بأسم الرب ان يعودوا إلي منازلهم وكنائسهم ويشكك في إيمانهم بتعاليم المسيح ولكن الشباب يهتف غاضبا ضد مبارك وحاشيته من رجال الدين، كنا نعلم بالتأكيد اننا أمام حدث جلل، وأن بالتأكيد العالم القديم ظهرت بوضوح عليه معالم الشيخوخة.


ولكن كل هذا كان يؤكد لي ان مصطفى محي والاخرون سيخرجون، وأن طاقة الغضب التى خرجت فى هذا المكان أكبر بكثير من رمزية التضامن التي صنعها صديقنا ذو الملامح الهادئة، جائت عريضة الاتهامات لتعيد لي النظر فى هذا الهاديء المخادع، اتهم مصطفى و7 من الزملاء بإصابة 15 عسكري امن مركزي و4 ضباط شرطة، وإتلاف سيارتي ميكروباص و مدرعة و11 سيارة لوري. نظرت الان لمن حولى من الاصدقاء فى المؤسسة لكل من أغضب في يوم مصطفى محي، تخيلت مصطفى يدخل من الباب مختالا كنور الشريف عندما علمت الحارة انه القاتل فى فيلم أقوى الرجال، توقع الجميع الخروج السريع لمصطفى وباقي الـ 7 نشطاء وبالفعل حدث الخروج بعد عدد من الاهانات اعتادها اي ناشط اختار العمل في المجال العام، الخروج ليس للبراءة ولكن بضمان محل الاقامة. قامت ثورة نسينا ونسى محي نفسه الامر، خلع مبارك وتم تكسير مئات المدرعات واللوريهات واصيب  مئات العساكر والضباط، ولكن ولاستكمال المشهد الدرامي شديد التعقيد و بعد مرور أكثر من عام يصدر حكم بحق أقوى الرجال مصطفى وباقي النشطاء بالحبس سنتين، أثق الان ان قرار الحبس جاء لانهم كانوا شهودا على أول جرح يضرب فى عظام النظام القديم، لانهم رأوا بأعينهم إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة يجري بنفسه في الشارع محاولا السيطرة على بركان الغضب، لانهم صادقوا شباب قبطي كسر كل قيوده ليعبر عما يشعر به دون وصاية أو توجيه، الان يعاقب من شاهد العالم القديم يموت ظننا ان هذا قادر على إعادته. سينظر الاستئناف يو 13 مايو وسيخرج كل من مصطفى محي، محمد ناجي، مصطفى شوقي، محمد عاطف، تامر الصادي، أحمد رفعت، ضياء الدين، عمرو أحمد، سيخرج الشهود ليواصلوا على مدار عمرهم حكي ماحدث في ليلة 3 يناير، ليعيدوا على الجميع حكي السقوط الاول للعالم القديم.


كتبت هذة التدوينة ضمن فعاليات يوم التدوين للتضامن مع النشطاء المحكوم عليهم فيما عرف بقضية التضامن مع الأقباط
.................................................
بسام مرتضى

Sunday, April 29, 2012

لماذا تذهب السينما للمحكمة؟.. فخ أبو الفتوح و"المدنيين




جاء  الحكم الذي صدر بحق الممثل عادل إمام بالحبس ثلاثة أشهر والغرامة بتهمة اذراء الدين الاسلامي فى أفلامه، والذي استند لجمل حوارية جائت على لسان شخصيات درامية بالفيلم، وتزامن معها دعوى قضائية اشترك فيها عادل امام مع فنانون أخرون وهم السيناريست وحيد حامد ولينين الرملي والمخرجون شريف عرفة، محمد فاضل ونادر جلال. ليصنع حالة حراك قضائية تشهدها السينما المصرية، ويعيد  فتح باب الجدل حول حرية السينما وحرية الابداع، لنتصدر مرة أخرى كل برامج التوك شو وكل الحوارات على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن كيف دار الجدل؟ هنا نحن امام حادثة تحتاج منا للتأمل والتسجيل لان الأيام/السنوات القادمة ستحتاج منا إعادة فتح هذه الملفات.

نظرا لطبيعة رافعي الدعوة والذي ينتمون لما يمكن ذكره مجازا بالتيار الاسلامي أنصب الامر بشكل عفوي في أوقات -ومتعمد فى أوقات أخرى- فى الهجوم على "طيور الظلام" من المتاجرين بالدين والذين يشكلون غالبية نيابية تجعهلم فى وضع متخذي القرار، وتوجه الغضب والنقد لكل ما هو ينتمي -أو كان-  للتيار الاسلامي في يوم، لنصنع فسطاطين –بحسب تشبيه فنان «النور» نادر بكار- مرة أخرى، فسطاط مدني يجمع في عضويته  كل من هم دون اللحى الطويلة ، فقط هذا هو الشرط الذي تحصل فيه على عضوية هذا الفسطاط، في مواجهة الفسطاط الديني الذي يجمع فيه مزيج من أطوال اللحى والتسريحات المختلفة، بهذا التبسيط المخل اصطف الجميع فى المعركة، حتى خرج تصريح المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح والممزق في تصنيفه ما بين المشروع الاسلامي وقوى الثورة والذي جاء نصه كالتالي:


 الإسلام أعز من أن يتم ازدراؤه من أي شخص أيا ما كان.. ومجابهة الرأي حتى لو اختلفنا معه بالحوار المجتمعي لا بسلطة الحكم،  إن اللجوء للقضاء يجب أن يكون أخر السبل.




هذه التويتة التي نقلت مستوى الجدل لمستويات جديدة، ومع تحليل كل كلمة ذكرت فى التصريح/التويتة انطلقت صيحات الغضب من تصريحات المرشح الذي كان ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين، تحت دعاوي انه يرسخ لفكرة اللجوء للقضاء كحل حتى لو تركه لنهاية الرحلة، وصولا بتحليلات تري ان الحوار المجتمعى الذي ذكره المرشح لا يختلف فى مضمونه عن مفهوم "الاستتابة" وفي حال فشلها نلجأ للقضاء، بالتأكيد لا أحتاج أن أؤكد اني ضد من الاساس ان تذهب السينما للمحكمة، ولكن هل يختلف من يدعي انه يشاركنى الشعار كثيرا عن وجهة عبد المنعم أبو الفتوح؟. الحقيقة ان التجارب التي عايشناها بالسينما  فى مصر تثبت لنا ان المحك الحقيقي في قضايا حرية الابداع تكشف عن رجعية متأصلة، ليست الخلفية الفكرية هى المعيار الرئيسي فيها، فكثير ممن يفضلون تسمية نفسهم "قوى مدنية" يرون في اللجوء للقضاء حق أصيل للجميع فى مواجهة أى شيء، ودعونا نتذكر ملفات الكثير من القضايا التي ذهبت بالسينما لساحات القضاء تحديدا فى فترة ما قبل الثورة، فتجد ان الاطباء أخذونا لساحة المحاكم بتهمة اهانة الاطباء، والمحامين اخذونا من قبل للمحاكم بتهمة إهانة المهنة، والصحفيين والممرضات والازهر والكنيسة ومرتضى منصور، الخ الخ.. الذاكرة لاتنسى زملاء أعزاء قدموا بلاغات للنائب العام تطالب بمصادرة كتب تحت دعوى إذراء الدين الاسلامي ونشر الخرافات. والذاكرة لاتنسى نقاشات علنية لزملاء حقوقيون -من خلفيات مدنية- عن رفع قضايا ضد افلام تهين المرأة وتسلعها من منطلق الدفاع عن المرأة، ومجموعات أخرى تهب للدفاع عن الاقليات الدينية واخري للدفاع عن النوبين من العنصرية والتنميط فى السينما.


‎ هذه النقاشات خرجت منها وجهات نظر عطلت رفع الكثير من القضايا كانت ترى اننا يجب علينا اللجوء للحوار المجتمعى أولا قبل الذهاب للمحاكم، انا سمعت فين الجملة دي قبل كده!!، نفس جملة أبو الفتوح العائمة التى سأظل في مواجهتها تحت شعار وحيد، لماذا تذهب السينما-أصلا- للمحكمة؟، الاعزاء هواة الدخول للمعارك في خنادق ذات عنوانين واضحة، اعذروني من جديد الأمر ليس بهذا الوضوح. أن غالبية القوى المشهورة إعلاميا بالمدنية لا تختلف في رجعيتها ومحافظتها عن القوى المشهورة إعلاميا بالدينية، الاختلاف فقط يأتي في كونك تصدرت للدفاع عن من، الاختلاف كونك أخترت العمل كبودي جارد على السينما لحساب من. مشروع حرية والسينما والابداع لايزال مضبب فى كل المشاريع السياسية للجميع، وللحق لايستطيع شخص أن يأخذ نقاط على حساب أخر فى مدي حريته وتفهمه.





‎سنواصل نحن معاركنا التي نعلم انها تحتاج الكثير من الوقت والجهد، سنواصل دون رعب من تهديد لأمان زائف يقدمه لنا حفنة من الرجعيين لا يختلفون كثيرا الا في الملبس وفى المفردات، وارجوكم لا تحدثوني عن نية الرجل ونية الرجل الاخر، فالمحكات أكدت لنا مرارا ان التشابهة فاضح، وانني سأعمل معكم –سويا- على إفشال و تصحيح هذه المسارات الرجعية في مشاريعكم. ولماذا تذهب السينما -أصلا- للمحكمة.

.....................................................
بسام مرتضى

Wednesday, April 25, 2012

Traps within feminism activism





Many of my friends asked me to reflect on Mona el Tahaway article “Why do they hate us",http://bit.ly/IfDGf5 ,published in the Foreign Affairs, which have starred lots of public debate this week. Mona’s article was published in a time where, I have been in a process of critique to the different visions and approaches different feminists groups adopted since the revolution of the 25th of January. I argue that there are four main traps most of the feminists groups felled in as follows:

Gender vs. sex
One of the most dangerous traps opinion maker’s fell in when trying to promote women's issues is generalization. Assuming that all women have the same needs and consequently will act and follow the same approaches in life. This is one main reasons for why some of feminist approaches fail to relate to daily women's aspirations, challenges, and sufferings.

For many years, feminist schools did not tackle “masculinities” within feminist theory because of the assumption that feminism is only about women and not about deconstructing gender power and relationships. Considering "patriarchal" concepts as the main obstacle of achieving freedom, dignity and happiness for women without understanding their contexts and realities in their societies.

Love/hate relationship
The love/hate relationship is another trap within approaching women/men relationships. Promoters of this argument are trapped in taking the private to the public, falling into the dichotomy of do they love us or do they hate us?

Taking the Love/hate question from the private to the public ignores other crucial factors affecting women's status in their societies, such as race, socioeconomics, accessibility to resources, and visibility. These factors are important in determining the nature of relationship between women and Men in the public sphere. The power relationships have no place in the love\hate relationship analysis. Love/hate relationships are for personal relationships and generalization for it for all gender.

Who represents women?
Feminists fell in is their attempt to use personal stories to support their argument. The challenge in this approach that the recipients does not particularly and shall not relate to these stories the same way as the feminists wants. Where others can also bring collective stories and claim that this also represents women’s utopian life they desire, this clearly happens when middle class women in Egypt tries to enforce their aspirations and visions as representative of all women.

People have the right to relate to their own personal experience and live in dignity. Our lessons learnt are that no one is representative to all Egyptian women.

Militarization of the state vs. Islamization of the state?
The last trap that feminists fell in since the revolution was answering the question: Who is our main enemy “Militarization of the state” or “islamization of the state”?

This dichotomy has been monopolizing feminist’s discourse and approaches. Promoters of that Militarization of the state believed that Islamization is the first enemy, while militarization could act as a protector of the civil state and women’s rights.

 I would argue that for feminists to promote their believes they have to believe in a third road. For me as a feminist activist, referring to the so called "Islamic laws " and using them to scare the public does not particularly help feminism. But rather deprived them more from the street.
 
Once the so called “Islamic Law” is codified  as law. For us as feminist activists we have the tools to change these laws and it is different than having a military rule, trying to engendering  women roles and closing the door for their existence in the public space as citizens aspiring freedom and dignity.

I would like to end my intervention by reminding all feminists women have the multiple identities and are multilayered. And for activists to succeed in changing their societies to the netter they have to relate to the women aspirations and needs. And agai I want to remind all of us that feminism is about choice! 

Monday, April 23, 2012

انا عايز أساعد "أبو الفتوح" لكن محتاج "أبو الفتوح" يساعدني


أنتظرت الفترة الماضية حتى تنتهي الفترة الضبابية التى شهدتها مرحلة الترشح للانتخابات الرئاسة المصرية، هذه الفترة التي انطلق البعض يطلق تحليات عامة ونهائية لاحداث كانت تتغير كل نصف ساعة، انتظرت حتى اعلنت الكشوف النهائية للمتنافسين.
منذ البداية وأنا أفضل أن أدعم "عبد المنعم ابو الفتوح" كرئيس لفريق  ممثل لقوى الثورة نخوض معه معركة انتخابات الرئاسة، أسباب هذا التفضيل كانت عديدة ولكن ابرزها كانت الشراكة التى كانت ما بيننا على مدار العام الماضي في فاعليات الثورة والتى وصلت قمة ذروتها في احداث محمد محمود " 2"، عندما تم طرح مباردة حكومة الانقاذ الوطني -مجلس رئاسي في ادبيات أخرى- والتى وضع البرادعي في الرئاسة ووضع ابو الفتوح كأول اسماء النواب، الواقع كان هناك "شبه" توافق على أسم الرجل كنائب، والمنطقى والبديهي انه فى حالة اعتذار الرئيس يقود النائب هذا الفريق، لم اكن أخدع ابو الفتوح اطلاقا عندما دعمت كونه نائب للبرادعي في هذه المرحلة، كنت اعي تماما انه يحمل مشروع سياسي يختلف عن ما أحمله ولكن كنت على يقين انه "يدرك معي اللحظة الفارقة" وان التشكيل الذي تضعه قوى الثورة الان هو متنوع ومختلف ولكنه قائم على اساس واحد وهو مناخ عام أكثر حرية ورحابة، باختصار فريق يؤسس لمجال عام قائم على الشراكة والاختلاف ويعتبره مصدر قوة.



على  رغم من محاولتى مساعدة هذا الاختيار لكنى احتاج كثيرا ان يساعدني هذا الاختيارنفسه، احتاج ان يعطنى ابو الفتوح القدرة على مساعدته والدفاع عن هذا الاختيار الشائك نظرا لتاريخ الجماعة التى "كان" ينتمى لها الرجل، لا احتاج منه ان يساعدنى بالاعلان انه سيتركنى اصنع افلاما بحرية، او انه لن يغلق أماكن تجمعي وسهري فى وسط البلد، باختصار لانه -ولا غيره- لايستطع الاقتراب من حرية "الهامش" الذي كنت اعيش فيه فى ظل نظام مبارك، غير انه وبدون معركة اذا كان هذا كل ما يقدمه لي أبو الفتوح فموسى وشفيق وحتى مرسي يقدمون لي نفس "الاوفر". ولكن ما اريده من أبو الفتوح اكبر من ذلك بكثير، اريد منه ان يظل محافظا على ثوابت اتفقنا عليها العام الماضي، والتى تتمثل في مجال عام اكثر حرية لا هامش أكثر حرية، والحرية هنا تضمن لاكبر عدد ممكن من المواطنين التعبير عن ذاوتهم داخل المجال العام وليس فى قوالبهم الاجتماعية وبشروط هوامش مبارك، الثاني هو عدالة اجتماعية يعتبر الحد الادني فيها هو الحد الادني للاجور، ولكنها عدالة تضمن للطبقات المهمشة والفقيرة تمثيل افضل وقدرة على المشاركة في صياغةالسياسات والقوانين التى تخص حياتهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، احتاج منه ايضا ان يحافظ مشروعه على الصورة الذهنيةللميدان، الصورة المعتمدة بالاساس على الاختلاف والتنوع وعلى اعادة استكشاف الاخر ومشاركته، باختصار الجميع يحاول تقديم هذه الصورة فى اعلانات عالية الجودة، فتجد المحافظة والمتحررة والشاب والشيخ والرجل والمرأة والعامل والفلاح ورجل الاعمال وصاحب الشعر الطويل وصاحب الدقن الطويل ولا ننسى شركاء الوطن في كل إعلان بصليب كبير يظهر على صدر سيدة، الحقيقة ليست هذا الصورة المبتذلة التى اريد من ابو الفتوح تقديمها اذ كان يريد حقا المشاركة، اريد منه ان يتحول مشروعه الرئاسي لمشروع قادر على التفكيك والربط من جديد يصوغه معه قوى اجتماعية وسياسية مختلفة وان يعلن هو هذا دائما دون مواربة، هل يصنع أبو الفتوح هذا؟، نأتي هنا لمربط المشكلة، يصنع ابو الفتوح هذا فى أماكن يعلم ان غالبية الحضور متحررة النزعة ولكنه فى أماكن أخرى يصنع خطاب يجعلنى غير قادر اطلاقا على مساعدته، مثلا حوار أبو الفتوح فى قناة "الحافظ" تكلم ابو الفتوح بفخر عن اكتساح التيار الاسلامي فى السبعينات للتيار اليساري والحاق الهزائم الساحقة به، قبل أن "يكذب" وهو يتحدث عن دكتورة السياسة والاقتصاد اليسارية التى تعمل فى حملته وتفكر جديا فى ارتداء الحجاب والالتزام، هذا الكذب/التجمل يضعنا أمام ورطة جميعا، فالرجل يطمئن اتباعه بأننا جميعا مشروع للهداية وان الشراكة التى نتغني بها نحن ليست الا مرحلة حتى يستقر الايمان فى قلبونا. الحقيقة اريد مساعدة شخص شجاعا قادر على فرض اختيارته على الجميع وقادر على فرض مشروع الشراكة وقادر على الاعتراف ان ما حدث ما في أواخر يناير من عام 2011 اجبرنا جميعا على اعادة الحسابات وعلى فرض واقع جديد. الحقيقة انا لا أبحث عن الوجه الليبرالي لابو الفتوح، لاني من الاساس لست ليبراليا، ولكن اريد فك الضبابية المفتعلة التى تحوم مشروعة السياسي والاجتماعي.





اخيرا فيما يخص شباب حملة أبو الفتوح وأتكلم هنا عن زملاء أعزاء شاركونا نضال ابعد كثيرا من نضال العام الماضي، فمنهم من تعرفت عليه فى بداية الالفية مع الانتفاضة واخرين مع غزو العراق والغالبية فى فترة حراك 2005  ، وعدد كبير منهم كنا نتشارك فى انتقاد تجربة محمد البرادعي بعنف وكنا ننتقد تحركاته السياسية وننصحه بأخذ مواقف نراها اكثر رديكالية، فلماذا الان تضيقون ذرعا بكل انتقاد لابو الفتوح متهمين اى هجوم اما بالغباء والطفولة او بالعمل لمصلحة مرشح العسكر الخفي، الحقيقة ان كثير من انتقاداتنا لمحمد البرادعي -علي سبيل المثال- جائت بثمار نسبيةوكنا قادرين على الاتصال الدائم بالرجل على الرغم من كوننا لم نكن ضمن حملته الرئيسية، ولكن هل تحملون نفس التواصل مع ابو الفتوح ام فقط تتفرغون لتصفية أى هجوم عليه. الغريب ايضا انكم في سيل الدفاع عنه تضربون كل المرشحين الاخرين بما فيهم مرشحي الكتلة الثورية "ان جاز التعبير"، وهنا السؤال هل لو كان ابو الفتوح لاي سبب لم يتمكن من خوض الانتخابات الم تكن غالبيتكم ستدعم صباحي او خالد او حتى البسطاويسي، ولماذا التوقع، ألم يكن منكم من أقنع البسطاويسي بالعودة؟. الاعزاء انتم الاقدر-أكثر من الرجل- على مساعدة الرجل، انتم الاقدر  على فرض المشروع الذي اتقفنا عليه بشكل إرادي في العام الماضي، ولا ترضوا بمشروع يفرض علينا حتى تحت دعاوى افضل "الوحشين"، لن نرضي بالسييء ولكننا سنقومه ونجعله مرن حتى نستطيع التعامل معه واذا رفض ذلك فنسعود لنفكر معا في اكثر الحلول البديلة مرونة. سويا لن نخفي شيئا وسنحاسب اى شخص او جهة بعنف -كما اعتدنا- لو كذب أو ضل الطريق.

ملحوظة ختامية
اتمني ان يزيل لقب دكتور الذي يسبق أسمه فى حملته الانتخابية، فانا أملك حساسية مفرطة من هذا الزهو بالالقاب بداية من الدكتور علاء صادق مرورا بالدكتور البرادعي والمهندس خيرت انتهائا بالدكتور باسم يوسف.
 
رابط للقاء أبو الفتوح مع القناة الحافظ، بالتأكيد انصح الجميع بمشاهدته كاملا ولكن ما ذكرته في الفيديو منذ الدقيقة العاشرة.
http://www.youtube.com/watch?v=hgWJRuVOyDc&list=UUQpLme0GRI0L8MRC_d2aSrA&index=9&feature=plcp&fb_source=message
 
.............................................................

بسام مرتضى