امراض المسيسين تقتل احلام السينمائين
امراض المسيسين تقتل احلام السينمائين
لا اعرف ماذا يحدث فى هذا العالم الغريب . تحول الفن فى عالمنا الى ملطشه الكون واصبح ضحيه لكل المنتصرين والمهزومين فى هذا العالم - على حد سواء - احداث كثيرة عصفت بالفنانين فى الفترة الاخيرة فوسط محاولات للقوى الاسلامية والمسيحية بمنع عرض افلام وسط صمت واحيانا مباركة من قوى اليسار والقوى التقدمية امام استغلال حقير من القوى العظمى والحكومات للفن بشكل عام فدعونا نتذكر معا بعض المواقف العجيبة والمستفزة التى حدثت فى الفترة الاخيره
فى البدايه تاريخ الحركات الدينيه فى منع الاعمال الفنيه وانتهاك الفنانين تاريخ حافل لا يحتاج منا مراجعة ولكن كان الامل فى الحركات التقدميه فى الدفاع عن الفن وعن السينما بشكل خاص
ولكن جائت هذه المواقف فى الفتره الاخيره لتعصف بكل شىء
المخرج الهولندى ثيو فان جوخ يخرج فيلما عن المرأة المسلمة وصف بالعنف فى التناول والاهانه للاسلام فتم اغتياله على يد احد المهوسين دينيا وتسكت القوى التقدمية على الحادثة المفجعة خوفا من فقدان جمهورها الوهمى المتدين بطبعه او تحت اقتناعات بعضهم بالاغتيال وسط هوسهم الدينى ايضا المختفى تحت الخطاب التنويرى
واستمرت الاحداث الكثيره فمرورا بمنع عرض شفرة دافنشى الذى لم يتكلم احد عن حقنا فى مشاهده الفيلم ثم انتهت بهذا الخبر العجيب من المصرى اليوم وهو تصريح لعلى ابو شادى بان الرقابة توافق بشكل مبدئى على سيناريو فيلم حسن البنا ولكنها فى انتظار الموافقة الامنيه فأى فجاجة هذه ، ننتظر امس موافقة الازهر وغدا الجهات الامنيه وصل الامر للتصريح بذلك بعد ان كان يحدث فى الخفاء فالامر اصبح طبيعيا
القوى الليبراليه
الوحده الوطنيه وشعارات الهلال مع الصليب كانت احد الركائز الاساسية فى مشرع القوى البيراليه فى مصر وبذلك تظهر امراضهم بعنف عند يتحدث اى فيلم عن المسيحين فى مصر
وانا اتحدث مع صديقى الليبرالى -الذى رغم اختلافى معه الى اننى على يقين بانه يملك احلام لتطور هذه الامه - ولكننى صدمت عندما تحدث لى بمنتهى الثقة عن ضرورة منع بحب السيما ومن بعده فيلم شفرة دافنشى وان الاقباط فى مصر فى موقف صعب وان هذه الاعمال ستزيد من احساسهم بالقهر . صديقى هو نموذج واضح لا يختلف اطلاقا على المسيسين المصرين من اليسار اواليمين الذين يرون الفن جزء من مشروعهم للامه وهنا فى حالة تعارض الفن مع مشروعهم فالحل هو منعه فالحركه السياسية المصرية حتى اليسارية منها رغم المى وانا اقول هذا لا زالت تتعامل مع الفن بنفس المنطق وذلك يفسر حجم الخصام الذى اصبح ين الفنانين والمسيسن
القوى اليسارية
انشغل اليسار المصرى بقوه بالاحداث الاخيرة من الدنمارك لغيرها ولكن نقاشى الاخير مع معظهم حول عدم عرض الفيلم الفرنسى 11 سبتمبر الذى شارك فى اخراجه 11 مخرجا من انحاء العالم ومنهم الاسرائيلى عاموس جيتاى والذى كان من المفترض عرضه فى مهرجان افلام حوار الثقافات الذى تنظمه مؤسسه كادر ولكن قرر فاروق حسنى اما بعدم عرض الفيلم او حذف جزء المخرج الاسرائيلى وعند طرحى للامر ومحاولتى عمل حمله للتضامن لعرض الفيلم والضغط على وزراة الثقافه التى لا تعى شيئا عن الثقافه بدأت تظهر الهتافات عن التطبيع والمطبعين واخيرا النصائح بالتوجه للتعاون مع المركز الثقافى الاسرائيلى جلست لا افهم ما التطبيع فى ذلك ولكن ما ذهلنى اكثر هو استمرار التعامل مع الفن بصفته جزء من مشروع المسيسين الشخصى للتطور والنهوض والتغيير وفى حاله ظهور فيلم او مخرج يعارض هذا المشروع يتحولون لجلادين ويفتون بان الحذف من الافلام لايشوها ولا يضرها فالاهم هو التغيير اما التسليه و السينما والمتعه ليس وقتها فالوقت وقت المعركه
الملفت والخطير فى المناقشات مع اليسار واليمين هو هذا التعالى الغريب فالجميع يقر انه قادر على مشاهده افلام لمخرجين اسرائبيين او افلام تتناول اوضاع المسيحين وتنتقدهم ولكن الجمهور الغير واعى والذى نمارس عليه وصايتنا لا يستحق فرصه فى المشاهده تذكرت معها حديث فاروق حسنى عن فيلم شفره دافنشى وخرجت جمله واحده تقفز من رأسى
من قال ان المحررين يناصرون الحريه
الفن لا يملك جيشا او اسلحة والفنانين ليسو اصحاب نفوذ ضخمه وولذلك تم استباحة دمهم من الجميع . السينما هى الحياه نحن نأكل ونشرب حتى نعيش فى الحياه ونذهب للاطباء حتى نحافظ على الحياه من اجل ان نستمتع بالفن او ان نبدع فنا فمتى سيتحول الفن الى مشروع بحد ذاته ومتى سينتهى استغلالكم السخيف للفن
بسام مرتضى
13 Comments:
تعقيب بسيط بس :
شاهدت فيلم 9 11 في مكتبة الاسكندريه من ايام بدون اي قطع او رقابه ضمن مهرجان افلام حوار الثقافات
..
خلال عرض الفيلم احتج احد الجالسين بجواري على كتابة اسم اسرائيل قبل فيلمها القصير : مافيش حاجه يا جماعه اسمها اسرائيل .. و عبر عن احتجاجه بترك القاعه محدثا ضجه لا بأس بها
..
في الخارج شهدت حوارا عبثيا كالذي ذكرته بين رجل يوضح ان اسرائيل موجوده على اي حال و انها دوله قائمه يتغير موقفنا منها باختلاف خلفياتنا و بين جماعه من الرافضين للتطبيع و اصبت فعلا بعدم فهم او ربط بين التطبيع و فيلم سينمائي اثق ان اغلبهم سيسعدوا بمشاهدته على اجهزة كمبيوتر في غرف مغلقه
..
اعتقد ان الرقابه الحكوميه في الحقيقه اقل خطرا بكثير من رقابه ذاتيه عاتيه و غير حقيقيه .. رقابه على الشكل العام .. لا على منتج فني قد يتم قبوله في الخفاء بشرط الا يعرض بشكل شعبي كي لا يكسر صورة المجتمع المحافظ
اريد ايضا تسجيل احتجاج : ضاعت علي متعة مشاهدة العديد من الافلام المهمه لمجرد ان الرقابه ( ذاتيه او حكوميه ) منعتها .. حل المشكله وجود الانترنت .. غير ان متعة مشاهدة الفيلم سينمائيا لا تفوقها متعه
..
ساعات كثيره اشتاق للمزيد من الحريه
مناهضة التطبيع بدأت تتحول إلي هوس لا عقلاني
يمكنني أن أتفهم بل و أؤيد منع العرض التجاري لأفلام إسرائيلية في مصر
و لكني لا أتفهم الامتناع عن الاطلاع علي منتجات ثقافية اسرائيلية في تجمعات ثقافية محدودة
و ما الفرق بينها و بين ترجمة مقالات او دراسات اسرائيلية في دوريات و كتب عربية
يبدو لي ما حدث من منع عرض فيلم 11 سبتمبر حالة غير مفهومة
او ربما هو تجاوب للابتزاز الاعمي من جانب المعارضة الذي يندد بكل ما يشتبه في كونه تطبيعا بلا تمييز
أنا شايفة ان كل الحقوق والقضايا النوعية هى ضحية المسيسين فى البلد دى، وأظن دى مشكلة من ينظر للعالم نظرة شاملة وعنده مشروع شامل لاصلاح المجتمع لان دول اول ناس يضحوا بقضايا علشان قضايا تانية شايفينها اهم
وطبعا الناس بتتعامل مع الفن انه اداه لاصلاح المجتمع والكلام الكبير ده كله واظن السبب فى ده العديد من الفنانيين اللى شايفيين الفن مجرد وسيلة مش غاية
تانى حاجة لا القوى الليبرالية ولا اليسارية ينفع نقيس عليهم، لانه فى رأيى اليساريين السبب ، أقصد ان نتيجة لغياب تواجد ليبرالى لفترة طويلة أصبح شكل العمل اليسارى هو الشكل الوحيد المطروح للعمل حول قضايا معينة و ده شكل لعمل اليسارين فى الفن لفترة ليست بقصيرة ودلوقت الكل خايف يغير
كمان انا شايفة ان موضوع التطبيع اللى بيلوا دراعنا بيه ويخوفونا بيه ده بقى موضه قديمة، اللى عايز ميقتنعش هو حر بس انا من حقى أشوف ويعجبنى وانتقد وأرد واناقش اى حد فى الدنيا من غير ماأكون مضطرة اساله عن جواز سفره ورأيه فى القضية الفلسطينية
واحشني جدا يا بسام
ها قد عدنا بعد غياب
مفتتح بسؤال
هل تستطيع وانت جالس وسط اصدقائك اليساريين ان تقول ان الشيخ امام حتى ولو كان هذا رأيك حقيقة أن صوته وحش وأحيانا بينشز ؟
ما علينا أنت يا صديقي دائما ما تثير موضوعات تحمل كثيراً من الالتباسات وتفتح مساحات للجدل، أنا شخصيا سعيد بها جدا ،بصراحة الموضوع كبير قوي
الفن والمجتمع والايديولوجية والقضية الفلسطينية
إذن دعنا نبدأ.. ليس الفن وحده بل كافة القضايا والارهاصات الاجتماعية والانتاج البشري في اشكاله المتنوعة دائما ما يحاول المسيسون وساستهم توظيفها بما يخدم ايديولوجيات بعينها في حالة استغلال واضحة للمنتج البشري بتبايناته المتعددة
أنا لا أريد -وأنا خارج المعسكر - تحميل اليسار وحده مغبة هذا الأمر ذلك أن العقلية الأبوية ومجتمع السوق دائما ما يتجهان نحو تنميط عملية التوظيف لنصل في النهاية الى قوالب جامدة أو متماسكة نصيغ بها العقل بيد أن الأمر في هذه المرة أشد اختلافا واكثر قسوة حيث الفن يشكل روح العالم ومن العبث استغلاله على هذا النحو
حيث تسود حالة من الانبطاح المجتمعي يتساوى فيها من هم داخل اطره الرسمية مع من هم خارجها
ان كافة المحاولات الرامية الى تحديد وظيفة الفن قد باءت بالفشل انه موضوع خارج السياق واعود هنا لقول المعلم الاول ارسطو
الفن في اساسه محاكاة للواقع في ادواته المختلفة
اذن فالفن هو في جوهره الخالص عالم مواز للعالم وليس تعبيرا عن العالم ومن ثم فان حالات الاستغلال والتشهير والتوظيف غير ذات محل
يبقى سؤال اخير
هل ترجمة مقالة عبرية ونشرها أو التعرف على أساليب التفكير والحياة المجتمعية في اسرائيل يعد دعوة للتطبيع ؟ وهل كل من وقعت على راسه طوبة نقول أن اسرائيل قد رمتها والى متى سنظل نستخدم القضية الفلسطينية بما تحمله من تاريخ ووقائع وحالة شجن على هذا النحو وهل نظل هكذا نتاجر بالقضية وبالفلسطينيين انفسهم بشكل يثير الغثيان في مشهد يحفل بالجهل والاستغلال والتواطؤ والتربح لصالح انفسنا دون النظر الى عذابات الاخرين والامهم ولماذا تظل فلسطين هي دائما مشجب خلافاتنا وطموحاتنا نضعها على المذبح ونجلس تحتها نتثامر ونختلف ونحتسي قهوتنا لتتحول فلسطين ذلك الوطن المنتهك في النهاية الى رقم بارز في اجندة خلافاتنا السياسية ان الفلسطينيين اهم من التراب الفلسطيني ومن القدس ومن المسجد الاقصى ومن كنيسة القيامة
معلومة اخيرة
اشترك يوسف شاهين في فيلم 11 سبتمبر ولم يقل احد انه مطبع ولم يزايد احد على وطنيته فلماذا يزايدون الان على وطنيتنا، ايضا فان عاموس جيتاي مخرج اسرائيلي له مواقف مشرفة تجاه قضيتنا الفلسطينية هذا للعلم واسف على الاطالة
طبعا طبعا ما عنديش حاجة اضيفها بس حبيت اقول ان الفن زي حاجات كتير بيفقد وظيفته او حتي بتتغير طبيعته عشان بيبقي مجرد ساحة للمزايدات
و للامام يا صديقي
العزيز هيثم
شكرا عهلى التعقيب وهذا ما ذكره سمير فريد فى الافتتتاح عن عرض الفيلم بالاسكندريه قبل ايام من ازمه المجلس الاعلى للثقافه
اللى قلته يا هيثم بالظبط اللى انا اقصده هو حرمانا من مشاهده افلام تحت دعاوى وطنيه . مفهوم بالنسبه لنا دعوى الحكومه فى المنع لكن دعاوى القوى التقدميه اصبحت اخطر واصبحو اوصياء علينا وعلى اللى بنشوفه
تحيه ليك يا هيثم وسعيد جدا بالتواصل معاك
عمرو
التطبيع وغيره كتير من الشعارات تحولت فعلا لهوس وكمان هى الفاظ فقدت معانيها ودلالاتها زى التطبيع والشارع والجماهير والشهاده والتضحبه وغيرها كتير من مصطلحات اليسار بالتحديد اللى اصبحت محتاجه اعاده تعريف
بس محتاج منك توضح اكتر فكره مجموعات ثقافيه محدوده وهل حمك هيختلف لو المجوعات ديه اصبحت اكثر انتشارا وتوسع
ومستنيك على طول يا عمرو بتعليقاتك المهمه
مزنتى
اتفق معاكى جدا فى اغتيال القضايا النوعيه تحت شعارات الهم العام والمعركه الدايره والكلام اللى بيقتل اى تراكم او انتصار حقيقى وكمان حاله التعامل مع الفن فى اوقات على انه خطر وسلاح خطير فى معركه التغيير وفى نفس الوقت التعامل معاه على انه تسليه وترفيه وهموم المواطن المطحون اهم مليون مره منه . تناقض غريب عايش فيه المسيسن المصرين
لكن بختلف معاكى فى كون اليسارين هما السبب لعدم وجود شكل متاح غير شكلهم للاسف كلام القوى اليبراليه كمان فى تنظيرهم ورؤيتهم العامه للتطور والتغيير لانهم للاسف بيحملو نفس النظرة الشموليه اللى عند كل الحركات ومش شايف اوى ان ده ميراث يسارى لانو بعيد كل البعد عن تصورى الشخصى عن التفكير اليسارى
لخيرا بمناسبه انى مش محتاج اعرف جنسيه كل واحد وارائه علشان اتفرج على افلامه ده شىء غريب جدا وهو ان كل الناس بتسمتع اوى وهى بتسمع منير وهو بيغنى لا يهمنى اسمك ولا عنوانك لكن فى الحقيقة الكل بيهمهم الاسم والعنو ان واللون والمكان
يا خلود يا خلود
انا بتفق معاكى مليون الميه فى ضروره تعريف دور الفن الفن اللى من الاساس وجد علشان يعبر عن احلام ورؤى انسان فرد الفن اللى هو حاله انسانيه فرديه بتحافظ على قدرتنا على الحساس وكل محاولات تحميله ادوار ورسائب بيضعف معاها صدقه فرديته ومحاوله تحويله لحاله جماعية بينتهى باننالا نقول عليه والله فيلم مهم لكنه مش صادق ولا قريب
الصديق الغالى عبد العاطى
اولا انت واحشنى بجد جدا ونورت بعد الغياب
بالنسيبه لسؤالك والله انا قلت كده قبل كده ولتبهدلت رغم كونى كمان بستمتع احيانا بنشاز الشيخ امام اللى بيدى معنى درامى اكتر منه صوت جميل
اتفق معاك جدا فى اللى انت قلته وكمان انه من المفترض ان الفن بحالته الانسانيه والفرديه بتواجه التحول لقوالب جامده ومتشابهه . الفن حاله قائمه من الاساس على التميز والاختلاف وانا شايف ان موته هو تحويله لقوالب ثابته
اتفق معاك جدا فى موضوع التطبيع وكمان موضوع يوسف شاهين اللى كمان هو طول الوقت بيزايد بوطنيه وبيزايدو علينا بيه
فاطمه طماطم
مبسوط اوى بتعليقك ومبسوط اوى اننا لسه قادرين نتناقش ونتفق رغم اختلاف الاماكن دلوقتى و شكرا بجد يا فاطمه على الدعم ومتفق معاكى فى تحول الحياه كلها لساحه من المزايدات
الكلاب تعوي و القافلة لا تاتي ابدا
انا بصراحه شايف ان اللي شايفين ان منحقهم انهم يفرضوا رقابة على الافلام و طبعا اقصد بالجملة دي من هم خارج مؤسسة الدولة ايا كان فا ده فاضي موراهوش حاجة غير انه يثبت وجوده لان رايه او كلامه ملوش لازمة او ملوش فايده غير انه بيعرف الناس قد ايه هو نموذج منتج غبي لنظام اغبي منه ... انا بحاول امسك نفسي بس مع كمية التخلف العقلي دي مش قادر بصراحه لاننا بصراحه مش ناقصين جهات رقابية على الفن و الابداع بشكل عام و انا شخصيا لسه مخبوط في وشي خابطة غريبة الا و هي ان صحفي معرفشي جاي منين بيشتغل في جريدة المفروض انها ليبرالية كتب عن عرض مسرحي عرض على هامش التجريبي من غير ما يشوفه اساسا لانه مكنشي لسه اتعرض قال يعمل موضوع و خالص بناء ان هو فاضي فراح كاتب ان هذا العرض بيأيد حزب الله في حربه مع اسرائيل و كان الموضوع باسم حسن نصر الله في التجريبي و العرض اساسا ملوش دعوة بالموضوع ده نهائي و اساسا فكرة العرض انها ضد اشكال المقاومة اللي ليها اطر دينية فا النتيجة ان اتفرض علينا رقابة امنية خلال البروفات و العرض اتهدد بانه ميتعملشي ... فا بالظبط و الله الجعجعة دي شغلانه اللي ملوش شغلانه و انا مش متضايق من رقابة النظام بجميع انواعها او رقابة جهات زي الازهر او مجمع الكنايس لان في الاخر جزء منهم بيبقى خايف على مؤسساته و جزء منهم بيبقى بيسبب انما افراد المفروض انهم صحفيين محترمين او افراد مؤسسات مجتمع مدني او سياسيين بشكل عام فا ده اللي ي....
وقشطة يا بسوا كمل يابني و خليك عملنا مشاكل كده على طول ... سلام
>>>الزعيم بصوت ضعيف ولكنه حازم فى نفس الوقت
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: كلكم موجودين
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: أيوه ياحسنى ... أنا جنبك أهه ... وأدى جمال وعلاء ... قمرين
>>>دول ولا عينين
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: طب إسمعوا اللى حقوله كويس
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: سامعينك يابابا ... إتكلم
>>>
>>>
>>>
>>>
>>> حسني: مصر دي كنز يا ولاد ... إمكسوا فيها بإيديكم وسنانكم ...
>>>بنسرق فيها بقالنا سنين وسنين ولسه بتدينا
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: هيا دى البركة اللى بيقولوا عليها يا بابا
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: أيوه يا بني .... ربنا يبارك لكم ولعيالكم فيها .... ودلوقتى
>>>إسمعونى
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: إنته على الهوى يا بابا ... إتكلم
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: أنا مش مديون لحد يا ولاد ... يعنى أي واحد يصيح عليكم ويقول
>>>لكم أبوكم كان مستلف منى فلوس تفوا في وشه على طول
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: إطمن يا بابا ... حرامي على حرامي ما يلعبش
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: أنا سيبت لكم يا ولاد اللي يكفيكم إنتوا وعيالكم وعيال عيالكم
>>>ويفيض... فلوس متلتلة متتعدش .... مش حقول لكم حافظوا عليها وبس ...
>>>لآلآلآلآ ...زودوها كمان وكمان لجل ما روحي ترتاح وأنا في تربتي
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: هيا الفلوس اللى إنته عملتها يا بابا دي بتسميها فلوس ....
>>>شفني أنا وعلاء حنعمل إيه .... ولا صحيح حتشوفنا إزاي .... عموماً
>>>ما تقلقش
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: ودلوقتى إسمعوا وصيتي ..... الحكم لأولاد مبارك .... لازم أول
>>>ما جمال يحلف اليمين تغيروا إسم مصر وترجعوه زي ما كان زمان أيام
>>>الملك فاروق والملكة نازلي( المملكة المصرية)
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: مفهوم يا بابا ... خش في اللي بعده
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: الجيش والشرطة والأزهر ... أوعوا واحد من التلاته دول يخرج عن
>>>طوعكم أبداً
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: مفهوم برده ... اللي بعده .... يا ساتر ده إنته ملل
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: عيب ياعلاء لما تكلم أبوك كده
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: بهزر يا ماما
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: الهرم لأم العيال ... ليكي ياسوزان بعد ما خدمتيني بتفاني
>>>وإخلاص طول السنين دي
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: هرم ! .... هيا دي آخرة صبري ! ...... وده يسوي كام ده
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء وهو يمسك بالألة الحاسبة : يسوي كتير ياماما ... لو تحبي أتصرف
>>>لك فيه ممكن يعمل معاكي مبلغ كويس
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: مش حرضى با أقل من التلات أهرامات وأبو الهول
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: مش خسارة فيكي يا غالية .... أثار النوبة لعلاء ..... والأقصر
>>>لجمال...
>>>
>>>
>>>ودلوقتي نيجي للميه ..... الساحل الشمالي لعلاء والبحر الأحمر لجمال
>>>وقناة السويس تخصصوا دخلها صدقة جارية على روحي
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: إنته أكيد مخبول ... مليار ونص دولار صدقة جارية على روحك
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: ما تاخديش على كلامه يا ماما .... ده يبقى كتير لو طلعنا 100
>>>ولا 200 جنيه على روحه للفقرا
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء وهو يمسك بالألة الحاسبة: ممكن نطلع لحد ألف جنيه يا جمال ...
>>>السيولة تسمح
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: أوعوا تفرطوا في حبيب العادلي من بعدي يا ولاد ... حبيب قلبه
>>>ميت وإيده طرشه وهوه ده اللي ينفع مع الغجر اللي هنا
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: بس ما بيعجبنيش شنبه يا بابا
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: إنته مالك ومال أم شنبه ..... إحنا بنشتري مجرم
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: أعاهدك يا بابا إني حخليه معايا ومش حفرط فيه أبداً
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: الشيخ طنطاوي يا ولاد راجل بركة ..... يمين يمين شمال شمال
>>>..... أوعوا تفرطوا فيه ..... بس ما تخلوهوش يصلي عليا لأني بصراحة
>>>مش متأكد إن كان ربنا حيقبل منه ولا لأ
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: ولا يهمك يا بابا .... حخلي أنكل كمال الشاذلي يصلي عليك
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: والله لو عملتها ياعلاء لكون متبري منك إلى يوم الدين
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: بهزر معاك يا بابا ..... أنكل كمال مش حافظ الفاتحة
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: المشير طنطاوى يا ولاد ..... مش حوصيكم عليه ..... الراجل ده
>>>عامل زي الست المستحية .... حاطط وشه فى الأرض على طول وعمره ما
>>>استجرى يرفع عينه فيا ... وفي نفس الوقت ماسك الجيش بإيد من حديد
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: هوه فعلاً خجول وكل ما يشوفني ما يقوليش غير يا ست هانم ....
>>>إبقى خليه معاك يا جمال
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: حاضر يا ماما
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: عايز جنازتي يا ولاد الناس تحكي وتتحاكى عنها ...... هاتوا
>>>المخرج الإيطالي ده اللي إسمه مكافيللي يصورها
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء وهو يمسك بالألة الحاسبة: هوه حيكلفنا كتير ... لكن ممكن في
>>>الأخر نلم مبلغ معقول لو خلينا شركة أجنبية تحتكر حق توزيع الفيديو
>>>فى أوروبا وأمريكا
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: عايز أحلى مدفع يشيل النعش يا ولاد
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: مدفع رشاش
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>سوزان: الهزار مش فى الحاجات دي يا جمال
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>جمال: آسف يا ماما
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: عايز أدفن في شرم الشيخ يا ولاد جنب أولمرت وشارون
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>علاء: بلاش كفر مصيلحة يعني
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>
>>>حسني: لأ كلها براغيت يا علاء .... وإسم شرم الشيخ كمان أشيك بكتير
>>>
طيب انتم نسيتم ان رجال الدين انتهكوا حقنا قبل كده وثورنا وراهم من غير منشوف الصور بتاعت الدنمارك رغم انها حرام بس لازم احنا نحكم
عن المثقفين المصريين والسينما والصهيونية والتطبيع
أمير العمري
emary20@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22
لاشك أن هناك حساسية خاصة لدى قطاع كبير من المثقفين المصريين من كلمة "إسرائيلي" تلحق بكتاب أو بصحيفة أو بشخص أو بمخرج سينمائي أو بفيلم، أو بأي شئ على الإطلاق.
والسبب مفهوم تماما في ضوء الصراع الممتد منذ عشرات السنين مع عدو صهيوني استباح لنفسه كل اشكال الكذب والتضليل والعدوان والتوسع والاستيلاء وتزييف الحقائق والتاريخ.
والسبب أيضا مفهوم في إطار رغبة هذا العدو (الإسرائيلي الصهيوني) في كسر إرادتنا ودفعنا دفعا إلى القبول بالأمر الواقع والاستسلام للهزيمة.
وعندما نقول (الإسرائيلي الصهيوني) فإننا نقصد تحديدا، كل فكرة أو شخص أو عمل يتبنى الأيدلوجية الصهيونية ويبرر كل ما ارتكبه الصهاينة من أعمال عنف وتصفية مادية لشعب في سبيل احلال شراذم قادمة من أطراف الأرض المختلفة على أرضه.
العداء هنا إذن ينصب على المبدأ والهدف والفكرة والسلوك (الصهيوني) الذي يقوم على أيديولوجية استئصالية عنصرية صارمة، وليس على أي شئ (إسرائيلي) هكذا بشكل عام جزافي.
وسوف أتجرأ وأقول إن هذا الذي يوصف أحيانا بـ "الإسرائيلي" قد يكون أكثر قربا منا ومن قضايانا وأشد معاداة للصهيونية من كثير من الذين يعتبرون أنفسهم "عربا" ومدافعين عن "المقدسات" و"الثوابت" وغير ذلك.
أقول هذا وأعرف مقدما ما يمكن أن يثيره علي هذا من لعنات بل واتهامات من جانب قطاع "فاشي" جاهز تكون واشتد عوده خلال السنوات العشرين الأخيرة من خلال حلف أعمى لا يقل عنصرية وبشاعة عن الصهيونية.
إنس بغداد
قبل 4 سنوات، كان لي شرف المشاركة في "اكتشاف" فيلم شديد الأهمية للمخرج السويسري العراقي الأصل سمير جمال الدين في مهرجان لوكارنو السينمائي عندما كنت عضوا في لجنة تحكيم أفلام أسبوع النقاد مع ناقدين من المانيا وسويسرا.
هذا الفيلم وهو بعنوان "إنس بغداد: يهود عرب.. الشبكة العراقية" وهو تسجيلي طويل (حوالي ساعتان) يكشف الكثير مما خفى عن اليهود العراقيين وما جرى لهم والعوامل التي دفعتهم إلى الهجرة إلى اسرائيل، ومنها قيام عناصر المخابرات الاسرائيلية بتغذية العنف ضدهم في العراق بل وتفجير قنابل في المعابد اليهودية والمدارس، وأيضا تواطؤ نظام نوري السعيد مع الصهيونية لإبعادهم قسرا وغير ذلك.
وكان الفيلم يدور أساسا حول عدد من الشخصيات من الإسرائيليين ذوي الأصول العراقية مثل الكاتب المعروف سمير نقاش (الذي لا يكتب أعماله سوى بالعربية) والكاتب سامي ميخائيل، والناقدة والكاتبة المعروفة إيلا شوحات.
وقد نجحت في تلك السنة في إقناع زميلي الناقدين في لجنة التحكيم بمنح الفيلم جائزتنا. وسرعان ما ذاع صيت هذا الفيلم وذهب إلى عدد كبير من المهرجانات. وبعد عودتي إلى مصر نظمت عرضا للفيلم في جمعية نقاد السينما المصريين وقت رئاستي لها في صيف 2002، كان هو العرض الثاني للفيلم في العالم بعد لوكارنو مباشرة، ثم عرضته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في اطار الأسبوع الثقافي الذي تقدم فيه عدد كبير من الاساتذة بأوراق ومداخلات تبحث في إسرائيل من الداخل ومستقبل الصراع العربي الاسرائيلي. وناقشت الفيلم مع عدد كبير من طلاب الجامعة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالفيلم، وتأثروا كثيرا للصور التي عرضها ليهود من العراقيين الذين هم أكثر وطنية وحبا لبلدهم الأصلي من بعض العرب، وقد عبروا في الفيلم من خلال استعادة الذكريات والأحلام، والغوص في كتاباتهم عن هذه المشاعر، وكشفوا بجرأة وحسم، بشاعة الصهيونية الأمر الذي جعل سمير نقاش يقول إن إسرائيل لا تستخرج من الإنسان إلا كل ما هو بشع ومدمر.
وقد بلغ حماسي لهذا الفيلم المتميز في كل جوانبه الفكرية والفنية، إلى حد رغبتي في عرضه في افتتاح مهرجان الإسماعيلية السينمائي ذلك العام حتى بعد أن كنت قد تركت إدارته وانقطعت علاقتي به تماما، فأرسلت نسخة الفيديو التي حصلت عليها من مخرجه سمير إلى الأستاذ صلاح مرعي الذي كان (واظن أنه لا يزال كذلك) مرتبطا بمهرجان الإسماعيلية السينمائي المتخصص في الأفلام التسجيلية والقصيرة، على أن يتولى القائمون على أمر المهرجان استقدام النسخة السينمائية من الفيلم الكبير ودعوة مخرجه والاحتفاء به كما يليق وإدارة مناقشة مثمرة حول الفيلم.
لكنني تلقيت من الأستاذ صلاح مرعي ما يفيد أن الفيلم طويل أكثر من اللازم وبالتالي لن يمكن عرضه في المهرجان، بل ربما يكتفون بعرض نسخة الفيديو عرضا محدودا!
وما حدث أن الفيلم، كما أشرت، مضى يشق طريقه إلى عدد من المهرجانات الدولية ويحصل على الجوائز، ويعرض عروضا عامة في عدد من العواصم الأوروبية وغيرها. وفي العام التالي 2003 عرض بالفعل في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي كما عرفت من قراءة أخبار ذلك المهرجان، وحصل كما كنت اتوقع على الجائزة الكبرى للمهرجان، وهو تكريم يستحقه.
ولم أسمع أن أحدا من المثقفين أو النقاد والصحفيين المصريين الذين شاهدوا الفيلم في عروضه الثلاثة في مصر – في جمعية النقاد أو في جامعة القاهرة أو مهرجان الاسماعيلية – اعترض على الفيلم أو هاجمه أو تقدم بشكوى ضده إلى وزير الثقافة بدعوى أنه فيلم إسرائيلي (أي معاد بالضرورة) ويتعين منع عرضه ومحاسبة من أتى به.
ولم أعرف أن أحدا على الإطلاق اعترض على حصول الفيلم على الجائزة الكبرى لمهرجان تقيمه وزارة الثقافة وأظن أن الوزير نفسه – فاروق حسني – هو الذي وزع جوائزه في تلك السنة.
عقدة الذنب
ولكن لأننا عشنا قبل فترة قصيرة مأساة التدمير الإسرائيلي للبنية التحتية في لبنان وقتل مئات الأشخاص وتدمير منازلهم، والعدوان الفاجر على كل القيم والأعراف كما تمثل في الحرب ضد مقاتلي حزب الله وضد الشعب اللبناني كله، ثارت مجددا الروح الوطنية والقومية واستيقظت مرة أخرى "عقدة الإحساس بالذنب" المستقر لدى الكثير من المثقفين المصريين منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وما أعقبها من افتتاح سفارة إسرائيلية في مصر ورفع العلم الإسرائيلي في وسط القاهرة.
هذه العقدة بكل أسف تغذي تصرفات ومواقف الكثير من المثقفين، وخصوصا الصحفيين التقدميين أو المعتبرين كذلك والذين أكن لهم شخصيا الكثير من الود والاحترام، وتدفعهم دوما إلى محاولة تأكيد رفضهم لأي شكل من أشكال التطبيع، وإعلان تبرؤهم من أي شئ قد تشتم منه شبهة فتح الباب أمام أي شئ "إسرائيلي"، والوصول إلى الاستبعاد التام والقاطع والنهائي – دون حتى أدنى فرصة لمحاولة الفهم- لإمكانية أن يكون ذلك "الشئ" الإسرائيلي معاديا للصهوينية مثلنا تماما بل وربما أكثر من بعضنا.
والأمر المخزي والمحير أيضا أن يلجأ البعض – كما حدث بالفعل – إلى أسلوب تحريض السلطة ضد قطاع آخر من المثقفين يحاول أن يجتهد في هذا المجال، والمطالبة بالمنع والمحاسبة كما حدث أخيرا، بل وكما هو الحال في كل مرة تثور فيها الروح الوطنية انفعالا بحدث سياسي أو رغبة في أن يؤكد البعض منا لأنفسهم على نقائهم ورفضهم ومناهضتهم لشتى أشكال التطبيع، حتى لو لم تكن هذه أصلا هي القضية، وحتى إذا كان معنى ذلك تحريض سلطة هي التي فتحت الباب امام إسرائيل وأمام سفارتها، وهي التي تتبادل المراسم معها وتوقع المعاهدات الاقتصادية والأمنية وتتبادل معها المعلومات ، وغير ذلك.
فما مغزى الشكوى إلى وزير الثقافة هنا والإشادة بدوره واستجابته للمنع والحظر و"التصدي" للخطر الصهيوني الكاسح الذي يهدد الأمة بمناسبة عرض فيلم كما حدث من صحفية في صحيفة "العربي الناصري".
المغزى المباشر، دون أن يستدعي الأمر توفر عبقرية ما أو ذكاء خاص، هو أن السيد الوزير منشق على حكومته ورئيسه، وأنه اصبح فجأة صاحب وزارة ثقافة "قطاع خاص" أو دولة داخل الدولة، أو أنه، وهو المدافع المبرر لكل سياسات حكومته (ولا يمكنه أصلا غير ذلك!) قد أصبح مناضلا ضد الصهيونية وانضم إلى حزب معارض يعتبر – بكل اسف – أن كتابا مثل "برتوكولات حكماء صهيون" يعد أساسا أيديولوجيا صلبا وأصيلا، وأنه يصلح أن نعتمد عليه لخدمة قضايانا الوطنية، رغم سمعته السيئة في كل أرجاء العالم باعتباره أكثر الكتب عنصرية في التاريخ.
لقد كانت المواقف الصلبة المعادية للصهيونية لرجال مثل نعوم شومسكي واسرائيل شاحاك وموريس جاكوبي وأفي مغربي وتوم سيجيف وألفريد ليلنتال وماكسيم رودنسون، وهم من اليهود، هي التي كشفت وفضحت مواقف الحركة الصهيونية من خلال التحليل والنقد والمواقف الصلبة التي لا تعرف المساومة. وقد اتهم هؤلاء من قبل الأبواق الصهيونية بالتهمة المضحكة الشهيرة، أي بأنهم من اليهود "الكارهين لأنفسهم"!
وقد وقع 400 مثقف اسرائيلي أخيرا على بيان جاء فيه أن "إسرائيل تنفذ جرائم حرب واسعة، تهدم دولة، وتحول أكثر من نصف مليون شخص إلى لاجئين. قرى كاملة دمرت، عشرات الوف العائلات هجّرت، مئات القتلى وآلاف الجرحى من المواطنين. كل التبريرات لن تقدر على تنظيف هذه الجرائم. خطف الجنديين، المعاناة، القتل وهدم الأماكن المأهولة في شمال البلاد لا تستطيع التغطية على الأعمال البربرية التي تنفذها إسرائيل، في ما تتواصل المذابح في غزة. يجب ايقاف هذه الجرائم حالاً".
فما معنى هذا؟ أليس معناه أن هناك تحولا يحدث وإن ببطء داخل الكيان الصهيوني؟ ألا يمكننا أن نحول هؤلاء الـ 400 مثقف في اسرائيل إلى 4 آلاف وأربعين ألفا، أم سنظل نغلق الباب على أنفسنا ونرفض الانصات لأي صوت يهودي منصف يأتي من داخل اسرائيل أو من خارجها؟
وما مغزى أن يوقع 40 سينمائيا إسرائيليا، منهم سيمون بيتون واموس جيتاي وأفي مغربي، بيانا يدين السياسة الاسرائيلية بدرجة أقوى كثيرا من ادانة معظم الحكومات العربية لها خلال الحرب اللبنانية الأخيرة!
أظن أنه يتعين الآن على كل المثقفين المصريين أن يحددوا موقفهم بوضوح لا لبس فيه: هل هم معادون للصهيونية كأيدولوجية عنصرية معادية للإنسان والتاريخ ولوجود إسرائيل الصهيونية، أم معادون لكل يهودي أو كل إنسان يعيش على أرض فلسطين التي يسمى جزء منها الآن بإسرائيل، ولكل شئ يأتي منها أو ينسب إليها ومنهم أيضا فلسطينيون يحملون رغما عنهم، الجنسية الإسرائيلية؟
وهل المطلوب بالفعل القضاء على كل اليهود الذين يعيشون داخل إسرائيل، أم تحويل اسرائيل إلى دولة علمانية ديمقراطية لكل من اليهود والفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، دون أي تميز أو تفرقة، ولنسمها عندئذ فلسطين أو اسؤائيل.. لا يهم؟
إذا كانت الإجابة أن لا فرق بيم اليهود والاسرائيليين والصهاينة وانهم جميعهم أعداء للاسلام ولامة العرب، وأن بروتوكولات حكماء صهيون (المرجع الفكري المتهافت لفصيل كبير من اشباه المثقفين في بلادنا) يقر بأنهم ضالعون في مؤامرة سرية على العالم منذ فجر التاريخ، فلن يصبح هناك أي مجال لأي مناقشة حقيقية بهدف تحقيق خطوة واحدة إلى الأمام.
وسيبقى التاريخ يعيد نفسه دوما.. ولكن على شكل مهزلة كبرى بالطبع!
Post a Comment
<< Home