Sunday, August 30, 2009

المانعون الجدد

طالعتنا المصرى اليوم فى صحفتها الاولى الداخلية عدد الاربعاء الماضى عن خبر بعنوان 4 بلاغات للنائب العام تطالب بمحاكمة مسؤولي الأزهر لنشرهم كتب " خرافات وشعوذه " وفى تفاصيل الخبر تجد ان هناك منظمتان "حقوقيتان" -والتنصيص بواسطتي- قامتا بتقديم البلاغات السابق ذكرها لمحاكمة المسؤول عن نشر ما ارتئته المنظمتان مشوها للاسلام ، المنظمتان هما المجموعة المتحدة التى يديرها المحامى نجاد البرعى والاخرى هى مركز اندلس للتسامح التى يديرها الصديق "ناشط الانترنت" احمد سميح ، كم كان الخبر ثقيلا على عقلى فبدلا من ان تناضل المنظمتين الافاضل فى اتجاه حرية النشر و حرية الابداع امام الدعاوى المتكررة بالمنع والحجب وامام دعاوى الحسبة بدلا عن ذلك يقومان برفع دعوى حسبة جديدة متخيلين ان دخول اللعبة يجعلهم طرفا فى معادلة المنع ،والحقيقة انهم بالفعل تحولو لطرف اصيل فارتكبوا كل ما احارب شخصيا وكثير من الزملاء من اجله فارتكبت المنظمتين الاتى



اولا :ادعت المنظمتان ان لديهم الرؤية الصحيحة والحقيقة عن الاسلام وان ما ورد فى هذه الكتب هى محض تخاريف وشعوذه
ثانيا : قررت المنظمتان ان لهم الحق فى النيابة عن باقى الامة الاسلامية فى الدفاع عن شكل الاسلام فى مواجهة المخربين والجهلة
ثالثا : يعتزموا التقدم بدعاوى لمنع نشر ومحاسبة المسؤولين عن نشر هذه الكتب










تأملوا معى فى هذه النقاط واستبدلو اسم المجموعة المتحدة ومديرها نجاد البرعي بعبد الصابور شاهين واستبدلو اسم اندلس بجماعة الاخوان المسلمين ولن تجدوا اى فروق ،ما قرأته فى الخبر هو استمرار واضح لمسلسل الدعاوى بالمنع والحجب وهو استكمال طبيعى لهذه العقلية التى تتوهم انها ستحرك المجتمع تحت رؤيتها وانها قادرة على السيطرة على كل الافكار المطروحة وغربلتها قبل الوصول للمواطن ،ما حدث اليوم ودون ان اكون مبالغا يعود بشكل رئيسى لهذه العقلية المحافظة التى تخشى على المواطنين التأثر اما باجتهادات نصر حامد ابو زيد او -بما ادعي المانعيين الجدد- بشعوذة الشعراني ،الاثنين وللاسف الشديد يعملون بنفس العقلية والمنهجية وهنا اذكركم بما قاله حمدى حسن النائب الاخواني فى احتجاجه على جائزة الدولة للقمنى ذكر حسن انه فى الوقت الذى تغضب الدولة من الدنمارك وغيرها هاهى تكرم القمنى الذى يسىء للاسلام اكثر من الدنمارك و المصادفة انه نفس الخطاب والتعبيرات التى استعملها نجاد البرعي فى تصريحاته للمصري اليوم حول الكيل بمكيالين وان مجمع البحوث تفرغ لمحاربة المبدعين فى الوقت الذى ينشر الخرافات على الرغم من انها اخطر،وهنا اعتقد انها ليست مصادفة فمفردات المحتسبين واحدة مهما اختلفت اسمائهم .
فى النهاية اعتقد انه وجب التنويه عن انزعاجى الشديد من التصرف الصادرعن المجموعة المتحدة واندلس ولا يصح باى شكل من الاشكال ان تساهم منظمتان "حقوقيتان" فى زيادة المناخ العام تلوثا وضيقا لانه من المفترض ان تسعي فى خلق افق ارحب وفضاء اوسع من الحرية دون شرط او قيد لا ان تتباهي بانها قادرة على الملاحقة والمنع والحجب واستعراض مهارتها فى كسب الدعاوي القضائية


...................................


بسام مرتضى