Wednesday, July 24, 2013

ثلاثة عشر فيلما مفضلا لأجل باجيو




رفسة من فرس. تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
في صيف 94 كان الميعاد لاكتشف ميولي الثورية بعنف، اكتشف مزاجي وذائقتي على مستوى الفن والكورة ، اكتر حاجات شكلت شخصيتي، وسط مد شعبوي عنيف مع بداية كاس العالم بامريكا شجع "الجميع"البرازيل، الللي نصيت سيرك حقيقي من المباراة الأولى لا يجوز لاي عاقل انكاره، ولكني انجذبت تماما لصاحب ديل الحصان المجعد، اللي بيصارع مع الاصابة لانقاذ سمعة بلده، حرب مع الظروف بتخليه يعمل انطلاقة مذهلة ويفضل يقرب من تحقيق الكمال، كل الكاميرات عليك، كل الانظار عليك في اللحظة المناسبة للخلود، تيجي رفسة الفرس، وبدل الفرحة الاسطورية المتوقعة، تلقط الكاميرا  انكساره ومحاولة اخفاء دموعه، وقتها قال باجيو الجميع نسي كل شيء وحملني مسؤولية الفشل، دراما اصيلة عمرها ما ضعفت امام رغة الجماهير في النهاية السعيدة, روبرتو باجيو الرحالة الفردي، البطل المنكسر المٌهمِش لكل افكار الانتماء/ البيت/ العائلة.
محمد المصري كتب في تخليد علاقته بستيفن جيرارد "رجل الانتماء الاول" تدوينة بـ 13 فيلم بدأ اساميهم بأحرف ستيفان جيررد، وحسيت انها لعبة حلوة وممتعة، فقررت اهديها لاسطورتي الخاصة  روبرتو  باجيو  بـ 13 فيلما مفضلا لأجل باجيو
.

Reservoir dogs
 


تارنتينو في القطفة الأولى، طازج وخفيف وغير مكتمل، جزء كبير من استمتاعي بالافلام احساسي انه محاولة غير مهووسة بالكمال، تارنتينو كان اكتر مرة يملك  الروح دي, لحظة التعارف الأولي، لسبب غير معلوم او حتى مبرر مع التعارف الأول علي دماء تارنتينو الطافحة في كل مكان كانت روح خيري بشارة الطازجة  طايرة في الفيلم، ومن اقترب من روح بشارة في اوائل التسعينات اقترب من الانسانية كلها.


 
One Flew Over the Cuckoo's Nest

طار فوق عش الوقواق، كلاسيكية بديعة في صناعة السينما، الفيلم عن كتاب فوكو ويدور في علاقة السجن بالعقاب بالسلطة بتكون المجتمعات الحديثة، حوار فلسفي كلاسيكي معقد استطاع المخرج موليش فورمان لتحوليها لفيلم سينمائي سريع وصاخب، لما شفته وانا طفل فضلت ايام احلم باداء جاك نيكلسون وصاحبني صورته في الملصق الدعائي في اماكن عملي. كأن نيكلسون طلع ممثل للتصدي فقط للعب هذه الادوار

.
Boogie Nights


لقاء للفرجة على الفيلم في البيت عندي, شباب وشبات مفترشين السجادة لمشاهدة الفيلم اللي بيدور في فلك صناعة سينما البورنو في السبعينات والتحول في الثمنينات، ابويا يعدي عليا في النص التاني من الفيلم ويقعد يكمل الفيلم معانا، ظل الوالد  يجلس في صمت يتابع صراع المخرج مع التحول للفيديو في الثمنينات وقتل فن سينما البورنو وسط موضة المعلبات في الثمنينات والاتجاه ناحية المحافظة، وفي مشهد النهاية يقف ديرك ديجلر امام المرأة، يخرج عضوه الذكري امام الكاميرا ويقول "انت النجم".. الصدمة بعد ايقاع صاخب للفيلم وموسيقى تصويرية اعتمدت على تأوهات العلاقة الجنسية جعل والدي في النهاية يهمهم متفهما ازمة جيل يريد ان يخرج عضوه في وجه الجميع.

 

Everyone says I love you

علاقتي بودي ألان متأرجحة تماما، لكن مشهد النهاية خفيف على قلبي بشكل يجعلني اطير مع جولدي هاون، مشهد بحس فيه بروح شاهين السينمائية اللي علاقتي بيه متأرجحة برضه، مشهد الرقص في النهاية اقرب لطريقة صنع مشاهد اسكندرية كمان وكمان بين شاهين ويسرا، لكنه قريب في الروح وللقلب بنفس درجة مشهد عمرو عبد الجليل وهو بيرقص على صوت ام كلثوم. تدليع المشاعر من حين لاخر مفيد برضه.

Rain Man

من الافلام القليلة اللي احتفظت امي بشريط في اتش اس ليه في مكتبة البيت، ومع كل احساس ليها بالملل كانت تخليني اشغله، علاقة داستن هوفمان بأمي جعلتني اتعامل معاه على انه مضطرب نفسي داخل عائلتنا، مشهد الحمام وصراخه من المياه الساخنة رغم مشاهدتي المتكررة ليه كنت كل مرة أكتم نفسي لحد ما يخلص، التحول من ممثل قليل الكلام والانفعالات لصراخ وثورة ممكن يدمر الفيلم لو خرج الممثل عن قالب الشحصية وروحها ، داستن هوفهمان انقذ في المشهد ده الفيلم وجعله علامة في ذاكرتي وذاكرة أمي.

The Dreamers

الفيلم المكتمل بالنسبة لي، احد اروع الافلام اللي بترصد الانتفاضات الشبابية الغاضبة، تمكن شديد في تحليل اسباب انتفاضة 68 في فرنسا عن طريق خيط درامي رفيع وفردي تماما، سحر لم ارى له مثيل في كسر التواطيء بين جيل وبين المجتمع، انتهاء كل فرص التواصل والحياه بعد انفضاح هوامشنا واختراقها بشكل منقدرش معاه نكمل، المونتاج بين المشاهد السينمائية القديمة وابطال الفيلم ضرب من الخيال في حجم الحرفية والاتقان، والحوار الختامي بين الفرنسين والاميركي حول السلمية حاسم بعد ان اخترت انا و برتولوتشي رمي الشرطة بالملوتوف.

On golden pond

من اكتر القصص الهاما في الكواليس، الصلح ما بين الابنة جين فوندا والاب هنري فوندا الواضح عليه كل علامات العجز، وداع الاب في مباراة تمثيلية وسط شريط صوت بديع، بعد الفيلم بعام يموت الاب ولا تقدم الابنه شيء يعلق في ذاكرتي، وداع لم يكن لهنري فقط بل وادع لها ايضا.. كل هذه الاجواء تجعل للفيلم مكانة يستحق معها الاستمتاع بهذا اللقاء العائلي الاخير.

 

Being john malkovich

رحلة خاصة ومركبة في عقل احد ابطالي الاسطوريين جون مالكوفيتش، سيناريو محكم تماما بيدور في عالم شديد الاصطناع، انحياز خاص مني للفيلم يعود لمخرجه سبيك زوني اللي في الاساس مخرح افلام تسجيلية، التسجليين طول الوقت عندهم اسهام مختلف للسرد السينمائي، لكن يفضل المشهد الملهم هو الرقصة اللي بيقدمها مالكوفيتش وهو نص عريان، الرجل صاحب 46 سنة وقتها بيصنع بجسمه الغير رشيق تكوينات بديعة، بيطلع جمال ساحر وسط ملامح غاية في التكرار والطبيعية، وبشاركوا البطولة المظلوم دائما جون كوزاك.

All about my mother

المربك دائما المودوفار في اكتر افلامه القريبة لقلبي، كم الوحدة والقسوة اللي بتتنفسها طول الفيلم قادرة على انهاكك لمدة طويلة بعد نهايته، انبهاري بالمودوفار مش ناتج بس عن الربكة الدائمة فيما يخص الهوية الجنسية لابطاله، لكن اساسها هو تصدير كل هذه القسوة بهذا الكم من الالوان في كل كادر، باختصار البؤس والوحدة يخرج عن طريق الضحك والصخب والالوان.

Good bye Lenin

لشاب نشأ في عائلة يسارية ذات اتصال مباشر بالطبقة العاملة المصرية، وشهد انكسار شديد لجيل اهله مع سقوط جيل السبعينات، يفضل الفيلم الالماني ذو مكانة خاصة في قلبي رغم كل احساسي الدائم انو كان ممكن يكون افضل من كده، في فترة التمرد الشديدة على ميراث يسار السبيعات اللي هو اساسا كان متمرد على يسار الاربعينات، يفضل الفيلم ده الاقرب لمراهقة التمرد بكل نقائها وعفويتها وايقاعها المجنون، الشخصيات الثانوية في الفيلم  زملاء الام في الحزب الشيوعي ادوا ادوارهم بعظمة، و كأني اعدت معاهم وحضروا اجتماعات حزبية عندنا في البيت، ويفضل مشهد نقل تمثال الرفيق لينين وهو بيودع هذا الجيل من اليسار ماستر سين رغم مباشرته، وسط سعادة مفضوحة بالتخلص من ميراث لينين الثقيل.

Goodfellas

سكورسيزي في ملعبه المفضل ووسط جمهوره، من فترة وعلى ناشيونال جيوجرافيك عرض سلسلة من الافلام الوثائقية تحت عنوان مسجون في الغربة، وفي احد القصص بتنتهي بان سكورسكزي بيروح للمسجون في منزله تحت الاقامة الجبرية وبيقولو احنا رايحين الحفل الكبير ونتمني نرجعلك بتمثال الاوسكار، وكأن سكوريزي بيكمل بنفسه مشهد النهاية بالفيلم، عالم الجريمة متكامل تماما مبهر ومغري وقاسي ويليق بكون سكورسيزي واحد منه ببدلته في حفل الاوسكار والعربية السودا وحواجبه الثقيله، ويليق جدا بالمجرم الملهم "راي ليوتا" انه يقعد في جنينة بيت يستنى تمثال في نهاية حياته.

inglourious basterds

دائما اتخيل تارنتينو بديلا عن يحيي الفخراني في مشهد العزاء بفيلم الكيف، انا جي اهرج، وبعد صبر طويل مسخر تارنتينو صراع اليهودي النازي على الرغم من جبن قليل في نهاية الفيلم، لكن الاسهام الحقيقي لتارنتينو غير مسخرة كل الثوابت التاريخية هو مسخرة اللغة نفسها، تفكيك الحوار والكلمات بما لا يتناسب مع جلالة المشهد هي عادته المفضلة واللي هنا وصلت لمستوى رهيب تحديدا مع حساسية الموضوع، ويفضل النمساوي كرستورفر ولتز رمانة الميزان في الفيلم واللي قدر يربك الكل بتجسيد شحصية النازي بالكيفية دي. كانت واحدة من اسعد الفرص التعرف على هذا الموهوب النمساوي.

Offside

كم الحزن الذي انتابني بعد سماع أخبار القبض على المخرج الايراني جعفر بناهي صاحبني وقتها كل ذكريات الفرجة على فيمله اوف سايد، مشاهد الفيلم ظلت تدور وظل قناع الوجه على شكل على كريمي من لقطاتي المفضلة، اوف سايد من الافلام القليلة التي صنعت في بلد مهووس مثلي تماما بكرة القدم، دون اصدار حكم عن تفاهة وسذاجة هذا التعلق، بل بالعكس يتعامل مع هذا العشق كجزء اصيل من التمرد. الصدفة السعيدة بالتأكيد هي نهاية اسم باجيو بذكر كريمي اللي تم تهديده بعدم اللعب باسم ايران بسبب مواقفه المعارضة اجتماعية وسياسيا.

انتهت الهدية/ اللعبة واعتقد ان باجيو الان ممنون لمحمد مصري أكثر، يجري في اتجاهنا مبتسما بعد مراوغته للحارس ووضع الكرة خلف قدم المدافع الذي يسقط داخل الشباك ويرمي لنا قبلة في الهواء.


رابط لتدونية مصري ثلاثة عشر فيلماً مُفضلاً لأجلِ ستيفن جيرارد


 ......................................
بسام مرتضى